الأربعاء، أكتوبر 28، 2009

إبراهيم عيسى يكتب: الطريق إلي رئاسة مصر

انزعجوا جدًا في فيلق قيادات الحزب الوطني في الأيام الأخيرة من طرح أسماء كبيرة ومهمة مثل الدكتور محمد البرادعي والدكتور أحمد زويل وعمرو موسي علي قائمة الترشح لرئاسة الجمهورية، وتتالت تصريحات بالترتيب من محمد كمال ثم علي الدين هلال ثم تدخل كبير دهاة مصر السيد صفوت الشريف وبعده الخبير الكبير محامي الحكومة دكتور مفيد شهاب وجاء جمال مبارك شخصيا ليضيف إلي تل التصريحات كومًا جديدًا من ترابه، إضافة إلي ما جادت به قريحة الصحف الحكومية من اتهامات حيث لا تجيد غيرها في الغالب!
ثمة قلق وتوتر وتخبط (كذلك) في حملة قيادات الحزب الوطني ضد هذه الأسماء، وهي حملة ارتكزت علي:
1-أن هذه الأسماء وغيرها من بنات أفكار الصحف الخاصة وأنه محض لغط إعلامي.
2- أن هذه الأسماء المطروحة للرئاسة رغم جدارتها العلمية والشخصية هي غير مؤهلة لمنصب ومسئولية الرئاسة.
3-أنها شخصيات غير حزبية ومستوردة من الخارج (خارج الساحة مع بعد المسافة عن الواقع المصري).
4-أن الجدل واللغط والموضوع كله سابق لأوانه فنحن فين والانتخابات الرئاسية فين.

عظيم، أولا: يجب أن نحترم هذه الردود ونعتبر أنها تعبير عن مشاركة حية ومهمة من قيادات الوطني للقضايا الموضوعة علي أجندة المصريين، وأن هؤلاء أدركوا أنه لم يعد ممكنا ولا مطلوبا ولا مفيدا ولا شهابا كذلك أن يتعاملوا مع الإعلام الخاص بالصمت والتجاهل والغطرسة (وإن كنا نلمح في تصريحات جمال مبارك غطرسة ورغبة حارقة وفاشلة في التجاهل، وهو ما يبدو انفعالاً دفاعيًا عن النفس، فرغم كل محاولاته ليضع أجندته الخاصة علي النقاش في مصر تأتي منابر وصحف ومعارضون يبددونها بددا ويجرونه مع رجاله جرا لحلبة هو لا يطيقها ولا يريدها ولا يجيدها).
ثانيا: إننا نلمح قدرًا من التوافق بين تصريحات كل أطراف الوطني رغم التمثيل العادل للحرسين القديم والجديد في نسبة المصرحين، وهو دليل علي تنسيق بين الطرفين، مما يعني أن أحدهما لم يكسب بعد المعركة، فلا فريق التمسك اللانهائي والأبدي بالرئيس مبارك (وقد منحوه لقب الزعيم ) في منصب الرئاسة قد كسب ولا فريق نصح الرئيس بالاعتزال وتسليم وريثه البيولوجي ميراثه السياسي قد نجح.
ثالثا: إن هذا اعتراف من الجميع بأن مصر مشغولة بمستقبلها وبرئيسها القادم، وأن أي محاولات تمرير وتفويت وتبليع خطوة عصية وعصبية مثل ترشح النجل للرئاسة لن تكون سهلة وميسورة وآمنة أبدا.
ننتقل إلي محاور ردود قيادات الوطني:
1- هل صنعنا أو اختلقنا أو اخترعنا نحن الصحف الخاصة أسماء المرشحين للرئاسة مثل البرادعي وزويل وموسي؟
الإجابة لا، لا قاطعة وحاسمة، هذا مبدئيا شرف لا ندعيه، لكنه يبدو تهمة أحب أن أدفعها، فالمؤكد أن الصحف تناولت وأفردت واهتمت وركزت وكثفت لكنها لم تخترع، فالحقيقة أن هناك دوائر مهمة ومنسية في تشريح قيادات الوطني للواقع، فهناك شباب علي الأرض أكثر نشاطا وحمية وحماسًا وحيوية رغم الركود والجمود الذي تعيشه الساحة الرسمية، هؤلاء يطرحون أسماء وينشطون بوسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائط الاتصال الجديدة في جمع توقيعات وإصدار بيانات وعمل حملات دعوة ودعاية لشخص أو لاسم أو فكرة، مثلا اسم الدكتور البرادعي مطروح منذ الصيف الماضي، وهناك حملة من مجموعة من الشباب معظمها ينتمي لحزب الوفد (بصرف النظر عن معرفة قيادات الوفد بها أو ادعائهم هذا فهذا أدعي إلي تصديق هؤلاء الشباب) ينشطون في الدعاية للبرادعي، وهناك مجموعات مثيلة علي النت بالمناسبة تدعو لاسم جنرال من داخل النظام الحاكم نشيطة ودءوبة أيضا، ثم هناك لجان شعبية تتكون كل يوم في مصر وتجتمع في كل ساعة وتعلن همها ببلدها ورؤيتها للحل واسما لمرشح تتبناه وتطلبه، وهناك علي الناحية الأخري حركات ضد التوريث وتحالفات سياسية من خارج إطار الأحزاب المعارضة الكسيحة والمسنة وهي تملك طموحها أن تري فلانا أو علانا علي مقعد الرئاسة؛ اسم عمرو موسي مثلا يتردد منذ الانتخابات الرئاسية الماضية وموجود علي كل قوائم استطلاعات الرأي ونوقش في هذه المسألة كثيرا وتمنع أكثر ولاتزال إجاباته التوائية وغامضة يصح أن تكون حذرة ومتحوطة ويمكن أن تكون تعبيرا عن رغبة تعجز عنها القدرة. أما اسم الدكتور أحمد زويل فالرجل كان اسما مهما أيضا في طموحات الناس منذ الانتخابات الرئاسية السابقة وقد تلقي مئات من الرسائل وآلافاً من الأمنيات كي يتقدم الصف ويعلن عن ترشيح نفسه، ودعته ولاتزال تدعوه أحزاب حية وشابة تطلب منه أن يقود مصر إلي نهضة علمية وسياسية، والرجل في إجاباته مهموم ومهتم ويتحدث عن هذا الطرح مع كثير من الشخصيات العامة والإعلامية فعلا، والأمر مفتوح ومتاح، فضلا عن أن هناك من طرح نفسه بنفسه بقوة وخلفه في الشارع الجماهيري جمع غفير وأنصار من الشباب المعجب والمؤيد والمريد... إذن قائمة المرشحين طبيعية للغاية ومنطقية جدًا وليست ضربًا من تدبير صحيفة ولا دربًا تسلكه جريدة نحو مزيد من الشهرة والاهتمام والتوزيع! وإذا تأمل منصف معالجات الصحف (أحدد الزميلة الشروق إلي جانب الدستور) يجدها قائمة علي تغطية البيانات التي تطرح أسماء المرشحين وكذلك متابعة لمجموعات الفيس بوك (بما فيها مجموعات جمال مبارك نفسه) وتصريحات وحوارات وبيانات الشخصيات المرشحة وردود أفعال السياسيين وأقوال وردود أفعال قيادات الوطني، إلي جانب تحليلات وكتابات مفكرين وصحفيين حول الموضوع المطروح وهذا كله محض عمل صحفي، فلا أصدرنا بيانًا نؤيد أحدهم ولا شددنا علي قبضة أحدهم ولن نحزن أو نبتئس لو تراجع أحدهم أو كلهم عن الترشح، نحن نصنع الاهتمام لكن لا نصنع الحدث!
2- هل جائزة نوبل تكفي كي يترشح حائزها المصري لرئاسة مصر؟
الإجابة :لا تكفي طبعا ولكنها لا تمنع قطعا، هي ليست ضمن المؤهلات الواجبة للترشح للرئاسة لكنها أيضا تضيف أهمية وتضفي مكانة وتؤكد تميزا وتعلن امتيازا لصاحبها ضمن مؤهلات الترشح للرئاسة، ثم البرادعي وزويل تحديدا ليسا من العلماء المنكفئين في معاملهم أو مكاتبهم بل هم مغموسون في الواقع المصري والعربي والدولي؛ زويل ليس عالمًا في الكيمياء فقط بل شخصية مثقفة وجماهيرية من طراز فريد ومخطط استراتيجي ومن البنائين العظام لمشروعات نهضة وتقدم وهو خطيب رائع ويتمتع بحضور وكاريزما لا يملك مثلا جمال مبارك واحدا علي مليون منها، بل من التهور أي مقارنة بين الاسمين فعلا، ثم زويل صديق ورفيق ومستشار لزعامات دول وأمم، يكتسب من رحلاته وحواراته وتفاعلاته معهم رؤية العمل السياسي الكبير الحقيقي، ولأحمد زويل كتاب بعنوان «عصر العلم» يكفيه أن يكون برنامجًا انتخابيًا يغير وينور مصر وعشر بلاد جنبها لو نفذ منه فصلين أو ثلاثة، أما البرادعي فهو أستاذ قانوني عظيم ورجل يدير أعقد وأخطر ملفات الكرة الأرضية وهو ملف الطاقة الذرية، ويعيش حياته منذ ثلاثين عاما في المفاوضات والمناقشات السياسية والحقل السياسي بين الدول والرؤساء والزعماء، وحصل علي جائزة نوبل في السلام، وهو ما يعني أنه يغطس في بحر السياسة فعلا، وهو صاحب موقف ومالك رؤية وصانع سيرة مشرفة ويملك حضورا آسرا وجماهيرية واسعة بمواقفه العظيمة المتحدية للهيمنة الأمريكية وللغطرسة الصهيونية ومنتصر للعدالة بل رمز لها، وهو داهية في الخروج من المآزق الدقيقة ومخطط حكيم في مواجهة فوضي الساحة الدولية، ثم هو واحد من دعاة الديمقراطية والحكم الرشيد في محاضراته ومسيرته القانونية والدولية وقد أجبر العالم كله علي محبته واحترامه فحاز نوبل دليلا، ثم هو شخصية ذات حضور مدهش وخطيب متمكن وعربيته فصيحة وجزلة وأخاذة وثقافته الفكرية والأدبية عميقة والتصاقه بمصر مؤكد وأصيل وعائلته ممن أخذت السياسة رسالة وليست وراثة، ثم البرادعي كما زويل كما أي اسم آخر يملك من المؤهلات، الأهم هو أنه ليس ابن رئيس تربي علي أن ينافقه من حوله ويصعد بفضل أبيه وبواسطته وبالضغط علي الرئيس كما قال الرئيس نفسه كي يدخل ابنه الحزب، ثم مؤهلات زويل أو البرادعي أو من علي شاكلتهما أنه يملك تفكيرا علميا وعقليا وليس مجرد موظف في بنك تحول بخير أبيه وبفضل منصب والده إلي زعيم علي أمانة سياسات دون أن يرشح نفسه كي يكون حتي ألفة في فصل في إعدادية أو عضوا في اتحاد طلبة، بينما ترشح غيره لرئاسة أهم وكالات العالم، ودعك الآن من زعامات حركات طلابية وأعضاء برلمان وقادة نضال طلابي وسياسي وخطباء مظاهرات ومؤتمرات بل رموز تنظيمات كانت سرية، دعك من هؤلاء فلا مقارنة إطلاقا بين مؤهلاتهم السياسية والحزبية برجل مولود في السياسة بملعقة من ذهب، وأكبر عقبة كانت في طريقه السياسي هي بماذا ينادي قيادات حزبه بغير كلمة أونكل التي كان قد اعتاد عليها معهم!
زويل والبرادعي يملك كلاهما أو من علي شاكلتهما أن يكون عادلا ويكره التزوير وتزييف الانتخابات وليس صديقا للمحتكرين ولا لمصدري الغاز لإسرائيل وللاعبي المنتخب، بل للعلماء والمفكرين والسياسيين من كل الاتجاهات والألوان، يملك زويل والبرادعي أو من علي شاكلتهما، أن يكون قد قرأ ويقرأ كتبا في حياته ويفهم في السياسة والسينما والشعر وليس كل معرفته هي أفضل تشكيل لمنتخب مصر أمام الجزائر أو فريق النسور في الدورة الرمضانية، أو من ينفع.. رشيد ولاّ المغربي!!
ثم لو المسألة مؤهلات فهل كان للرئيس حسني مبارك يوم صار رئيسا أي خبرة في أي حاجة في السياسة سوي كونه بطلا عسكريا في حرب أكتوبر؟!
ثم لا تزكية ولا تعلية لمكانة زويل والبرادعي عن غيرهما، لنترك المواطن ينتخب انتخابا حرا ويختار من يريد رئيسا سواء كانت إمكاناته أعظم ما في المشهد المتاح أم كانت إمكانات وهمية أو متوهمة، فالحقيقة أنه لا توجد لجنة وصاية مهمتها التأكد من مؤهلات وصلاحية المرشحين للترشح وكأنها لجنة صيانة الدستور في إيران التي تختار وتقوم بتنقية المرشحين (سمعنا جملة متعالية وغريبة من شخصية كبيرة قالت: كله ما ينفعش ولا واحد فيهم ينفع!! بأمارة إيه ومن الذي يملك أن يحكم إن شاء الله)! الأمر متروك للناخب ليحسم ويمارس دوره في الاختيار، وكما كتبت وقلت وأقول ييجي اللي ييجي فلا يعنينا الاسم بقدر ما يعنينا أن يأتي بانتخابات حرة نزيهة بلا تدخل أمني ولا تزوير من الحزب الوطني!
3- هل يمكن أن يترشح مستقلون ولماذا لا يترشح حزبيون؟ وتسمع من قيادات الوطني كلاما عن الأحزاب كأنه فعلا فيه في مصر أحزاب ! وكأن هذا الحزب الحاكم الذي يجثم علي قلب وصدر مصر يسمح لأي حزب حقيقي بالظهور وإن سمح له بالظهور فإنه يضربه بانقسام وانشقاق أمني وإن لم يشقه منعه من الحركة والاشتباك مع الواقع، وهو يكتفي بأحزاب المسنين الذين تيبست مفاصلهم أو يعانون من الزهايمر وأمراض الشيخوخة أو برجال أمن الدولة وأشقاء أمانة السياسات الذين يحتلون الأحزاب الأخري أو أمناء الشرطة الذين صرفوا لهم أحزابًا كرتونية مهمتها إثارة السخرية من الأحزاب في مصر، الوطني يذكرك بالرجل الذي يؤجر عدة شبان ليضربهم أمام حبيبته كي تظن أنه بطل فإن انصرفت سارع واعتذر للمُؤَجَّرين علي شدة صفعاته ثم ناولهم أجرهم مع بقشيش جزيل!
أحزاب المعارضة مُؤَجَّرة مفروش للحزب الوطني إلا بعض الأحزاب التي تقاوم وتواجه مثل الجبهة والغد وبقايا من ضمير وطني يلفظ أنفاسه الأخيرة في بعض الأحزاب الأخري التي تقيحت من قرحة فراش من طيلة ما نامت فوق سرير الحكومة!
ومع ذلك فهناك من يرشح نفسه من خلال أحزاب، أما أن تدعو أحزاب معارضة لهذه الأسماء مثل زويل والبرادعي وموسي فهو ليس دليلاً علي إفلاسها بل دليل علي ترفعها عن طرح أسماء أقل جدارة، وإعلاء لقيمة الإجماع الوطني والنبوغ السياسي علي قيمة الولاء أو بالأحري الأنانية الحزبية، ثم إن أي مرشح منهم لو انضم لحزب أو رشحه حزب فهذا لأن كليهما تلاقي مع الآخر، فإما وجد الحزب في البرادعي أو زويل أو موسي شخصا يعبر عن أفكار وطموحات ورؤي الحزب أو رأي الشخص ذاته في الحزب منبراً لذات أفكاره ومنهجه ونهجه.
يبقي صابت وطابت، ثم إنه يمكن لأحدهم أن يترشح في هذه الانتخابات مستقلا، فالنص البشع والشائه والمتفصل تفصيلا عند ترزية جمال مبارك والمطبوخ بالسم في قبو ضيق وخانق وقميء يسمح رغم كل تلك النية الثعبانية بترشح مستقلين والقول بأن الحصول علي عدد الأصوات اللازمة للترشح من بين أعضاء البرلمان والشوري والمحليات صعب بل مستحيل فهذا يعري واضعي المادة 76 ويكشف عوراتهم بطنا وظهرا، لكن زويل أو البرادعي أو موسي قادر أي منهم علي الحصول علي هذه الحصيلة وإلا انكشفت مصر أمام العالم بأسره في ديكتاتوريتها واستبدادها وتزويرها لدرجة أن زويل أو البرادعي لا يمكنهما الحصول علي نسبة تؤهلهما للترشح!.. يا للعار الذي سيلاحق نظامنا ويلحق به أذي قد لا يتحمله نظام هش قائم علي التزوير، وحتي الولايات المتحدة الأمريكية بكل ما يملكه أوباما من ميوعة مع الطغاة لم تستطع غض البصر ولا التطنيش علي تزوير الانتخابات الأفغانية رغم أن نتيجتها كانت لصالح عميلها حميد قرضاي، فحتي قرضاي لا تقدر أمريكا ولا الغرب علي السماح له بصفاقة التزوير وعلانيته!
4- هل هذا الكلام عن الترشح للرئاسة سابق لأوانه؟
الغريب أن دوائر جمال مبارك ذات نفسها كانت تحارب كي يسمي مؤتمر الحزب الوطني المنعقد بعد أيام اسمه للترشح للرئاسة، أي قبل الانتخابات بعامين وساعتها لم يكن الأمر سابقا لأوانه، لكن عندما فشلت تلك الدوائر نتيجة تمسك الرئيس مبارك حتي الآن علي الأقل بأن يرشح نفسه للمنصب لولاية سادسة وعدم حماسه حتي الآن لسيناريو القفز علي الجمهورية وتوريث ابنه، وكذلك نتيجة ذكاء رجل مثل صفوت الشريف قليل جدا مما يحدث في مصر لا يكون بعيدا عن يده، فقد فشل جمال وجماعته في طرح اسم الوريث للرئاسة، فساعتها صار الكلام عن الترشح للرئاسة سابقا لأوانه!
لكن عموما هو ليس سابقا لأوانه لأن أحدا لا يعرف متي يأتي أوانه، فقد يأتي الأوان حتمًا وقدرًا، وقد يأتي نتيجة رغبة الرئيس مبارك إذ فجأة في الاعتزال مثلا، ثم إن عامين علي الانتخابات الرئاسية مدة قليلة جدا وضيقة للغاية أيضا بالنسبة لمرشح في مصر مفترض:
أ- أن يكون عضوا في اللجنة العليا للحزب الذي سيرشحه قبل عام علي الأقل للترشطح، إذن أي مرشح ليس عضوًا في اللجنة العليا عليه أن يبدأ قبل عامين علي الأقل السعي لهذه العضوية حتي تتوافر فيه شروط الترشح.
ب- أن المرشح المستقل في حاجة لجمع عدد كبير من توقيعات الموافقة علي ترشيحه من أعضاء شعب وشوري ومحليات، وهو ما يستغرق وقتا ويحتاج شوطا من المفاوضات والمناقشات والزيارات والإقناع والمناهدة والمناكفة وهو ما يحتاج معه لجملة من الأنصار والنشطاء الذين سيشكلون حملته ومن ثم لابد من التبكير بالإعلان وبالحركة (هناك انتخابات للبرلمان أسبق وقد تشمل شيئا من التنسيق بين مرشح للرئاسة وبعض مرشحين للبرلمان لمؤازرته مثلا).
ج- أن أي بلد محترم ديمقراطيا يتم طرح اسم مرشحي الرئاسة قبل وقت طويل أقله عامان، حيث هناك في بعض الدول سباقات تمهيدية في الأحزاب أو حملات انتخابية طويلة الأمد والنفس وهذه الفترة تُكْسِب المرشح- إلي جانب الخبرة- مزيدا من التواصل والدعاية، فضلا عن أنه يقدر علي تقديم نفسه وتعديل استراتيجيته بل تغيير أفكاره علي مدي زمني تتيحه فترة الترشح الطويلة.
د-اعتقاد أن المدة طويلة والإحساس بأن إحنا فين وسنة 2011 فين، تفكير مصري صميم حيث لا يتمتع بحس التفكير المستقبلي ولا التخطيط العلمي ولا الاستراتيجية المرسومة رغم أن أول درس تعلمناه في مدارسنا التي لا يبدو أننا لم نتعلم منها غيره، هو من زرع حصد، والزرع يأخذ وقتاً في الغرس والري والرعاية والنمو.. حتي يأتي الحصاد، فإما تحصد المحصول أو تحصده الدودة يا حبة عيني!!

ليست هناك تعليقات: