الأحد، أكتوبر 18، 2009

معاوية لعنة الله عليه اللعن الصريح لمعاوية بن أبي سفيان بالسند الصحيح

دائما ما نجد خوارج هذا العصر يحاولون بشتى الوسائل والطرق أن يتستروا على البلايا التاريخية التي تنقض مذهبهم من قواعده

عثرت على هذا القول في أحد المواقع لشيخهم مقبل الوادعي فيما يخص تلاعن الإمام علي ومعاوية بن أبي سفيان

قال الشيخ مقبل الوادعي -: "أما اللعن فلم نجده في شيء من كتب السنة المعتمدة بعد البحث الطويل، وأما الدعاء عليهم فقد صح عنه رضي الله عنه: قال ابن أبي شيبه (2/137): حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين، قال: حدثنا عبد الرحمن بن معقل: قال: صليت مع علي صلاة الغداة؛ فقنت، فقال في قنوته: اللهم عليك بمعاوية وأشياعه، وعمرو بن العاص وأشياعه، وأبا الأعور السلمي وأشياعه، وعبدالله بن قيس وأشياعه، قال البيهقي (2/204) وقد أخرج بعضه: صحيح مشهور، وهو كما قال من حيث الصحة؛ فهو على شرط الشيخين" اهـ كلام الشيخ مقبل

والرواية في المصنف كما ذكرها الوادعي

مصنف ابن أبي شيبة - (ج 2 / ص 216)
حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين قال حدثنا عبد الرحمن بن معقل قال صليت مع علي صلاة الغداة قال فقنت فقال في قنوته اللهم عليك بمعاوية وأشياعه وعمرو بن العاص وأشياعه وأبا السلمي (وأشياعه) وعبد الله بن قيس وأشياعه.

ولكن هل فعلا لا أثر للعن في كتب السنة المعتمدة ؟ وبعد البحث الطويل أيضا ؟


يقول الطبري في كتابه تهذيب الآثار

تهذيب الآثار للطبري - (ج 6 / ص 118)
حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى ، قال : حدثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن خالد ، عن عبد الرحمن بن معقل ، قال : صليت خلف علي المغرب ، فلما رفع رأسه من الركعة الثالثة ، قال : « اللهم العن فلانا وفلانا وأبا فلان وأبا فلان » ، قال الأعمش : وكان معنا أبو بردة ، فاستحييت أن أذكر أبا فلان ، فقال أبو بردة : وأبو فلان كان فيهم


سند الرواية :

1- عيسى بن عثمان بن عيسى

قال النسائى : صالح .
قال ابن حجر : صدوق

2- يحيى بن عيسى

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبى عنه ، فقال : كوفى ، سكن الرملة ، مر بالكوفة حاجا ، ما أقرب حديثه
و قال العجلى : ثقة ، و كان فيه تشيع .
و قال مسلمة : لا بأس به ، و فيه ضعف .
قال ابن حجر : صدوق يخطىء و رمى بالتشيع

3- الأعمش (غني عن التعريف)

قال ابن حجر : ثقة حافظ عارف بالقراءات ، ورع ، لكنه يدلس

4- عبد الله بن خالد

وثقه الفسوي وسيأتي

5- عبد الرحمن بن معقل


قال أبو زرعة : كوفى ثقة .
قال ابن حجر : ثقة تكلموا فى روايته عن أبيه لصغره

ولكن مشكلة الرواية إبهام الأسماء

ملاحظة : أبو بردة الذي استحيى منه الأعمش هو ابن أبي موسى الأشعري

فلنتابع



تهذيب الآثار للطبري - (ج 6 / ص 119)
حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ، قال : أخبرنا إسحاق يعني الأزرق ، عن شريك ، عن حصين ، عن عبد الرحمن بن معقل المزني ، قال : صليت مع علي بن أبي طالب رضوان الله عليه الفجر ، « فقنت على سبعة نفر : منهم فلان وفلان وأبو فلان وأبو فلان »

سند الرواية :

1- تميم بن المنتصر

قال النسائى فى أسماء شيوخه : ثقة .
قال أبو داود : صحيح الكتاب ، ضابط متقن
قال ابن حجر : ثقة ضابط

2- إسحاق الأزرق

قال أبو داود : سمعت أحمد بن حنبل يقول : إسحاق ـ يعنى الأزرق ـ و عباد بن العوام و يزيد كتبوا عن شريك بواسط من كتابه . قال : قدم عليهم فى حفر نهر
و كان شريك رجلا له عقل يحدث بعقله . قال أحمد : سماع هؤلاء أصح عنه . قيل :
إسحاق الأزرق ثقة ؟ قال : إى والله ثقة .
و قال يعقوب بن شيبة فى حديث رواه معاوية بن هشام عن شريك : و كان من أعلمهم بحديث شريك هو و إسحاق الأزرق .
قال ابن حجر : ثقة

3- شريك بن عبد الله النخعي


قال ابن حجر : صدوق يخطىء كثيرا ، تغير حفظه منذ ولى القضاء بالكوفة ، و كان عادلا فاضلا عابدا شديدا على أهل البدع


أقول : تغير حفظه لا يضر فإسحاق من أعلم الناس بحديثه

4- حصين بن عبد الرحمن


قال أبو حاتم ، عن أحمد بن حنبل : حصين بن عبد الرحمن الثقة المأمون من كبار أصحاب الحديث .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سألت أبا زرعة عنه ، فقال : ثقة . قلت : يحتج بحديثه ؟ قال : إى و الله .
قال ابن حجر : ثقة تغير حفظه فى الآخر

5- وعبد الرحمن بن معقل قد سبقت ترجمته

أقول :

قد ظهرت لنا المعضلة السابقة حيث أن الملعونون هنا قد تم إبهام أسمائهم أيضا

فمن هؤلاء ؟

لعل الأسماء قد صرح بها الطبري في تاريخه

يقول الطبري في الجزء الرابع من تاريخه


تاريخ الطبري - (ج 4 / ص 52)
فكان أبو موسى يقول حذرني ابن عباس غدرة الفاسق ولكني اطمأننت إليه وظننت أنه لن يؤثر شيئا على نصيحة الامة ثم انصرف عمرو وأهل الشأم إلى معاوية وسلموا عليه بالخلافة ورجع ابن عباس وشريح بن هانئ إلى على وكان إذا صلى الغداة يقنت فيقول اللهم العن معاوية وعمرا وأبا الاعور السلمى وحبيبا وعبد الرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد فبلغ ذلك معاوية فكان إذا قنت لعن عليا وابن عباس والاشتر وحسنا وحسينا

فهل هؤلاء هم من لعنهم أمير المؤمنين في صلاته ؟


قد جاء في رواية شريك عن حصين أنهم سبعة نفر فلنحسب الأسماء هنا لعلهم سبعة أيضا

1- معاوية

2- عمرو بن العاص

3- أبو الأعور السلمي

4- حبيب بن مسلمة الفهري

5- عبد الرحمن بن خالد

6- الضحاك بن قيس

7- الوليد


هم سبعة فعلا


لنكمل

المعرفة والتاريخ - (ج 1 / ص 402)
حدثنا قبيصة بن عقبة أبو عامر السوائي قال: حدثنا سفيان عن عبد الله بن عبد الله بن خالد العنسي، ثقة، مشهور بالكوفة، كوفي، روى الأعمش عنه عن عبد الرحمن عن عبد الله بن معقل: أن علياً قنت يلعن فلاناً وفلاناً.


والآن هل بقيت قيمة لما قاله الشيخ الوادعي أنه لم يجد اللعن في كتب السنة المعتمدة ؟

بل وحتى ابن تيمية قد اعترف أن اللعن قد تم

منهاج السنة النبوية - (ج 4 / ص 271)
وأما ما ذكره من لعن علي فإن التلاعن وقع من الطائفتين كما وقعت المحاربة وكان هؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم وهؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم وقيل إن كل طائفة كانت تقنت على الأخرى والقتال باليد أعظم من التلاعن باللسان وهذا كله سواء كان ذنبا أو اجتهادا مخطئا أو مصيبا فإن مغفرة الله ورحمته تتناول ذلك بالتوبة والحسنات الماحية والمصائب المكفرة وغير ذلك

الوادعي : لم نجده

فكيف وجده شيخك يا شيخ مقبل ؟

وأي توبة تتحدث عنها يا ابن عبد الحليم والرجل يلعن أمير المؤمنين والحسن والحسين

نختم بهذه الرواية الصحيحة عن ابن عباس

السنن الكبرى للبيهقي - (ج 5 / ص 113)
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين العلوى أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسين ابن الشرقي ثنا على بن سعيد النسوي ثنا خالد بن مخلد ثنا على بن صالح عن ميسرة بن حبيب النهدي عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال كنا عند ابن عباس بعرفة فقال يا سعيد مالى لاأسمع الناس يلبون فقلت يخافون معاوية فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال لبيك اللهم لبيك وان رغم انف معاوية اللهم العنهم فقد تركوا السنة من بغض على رضى الله عنه

فلماذا يغضب خوارج هذه الأمة عندما نلعن من لعنهم أمير المؤمنين ولعنهم ابن عباس ؟


وإذا كان خالهم معاوية مجتهد مأجور فلماذا يلعنه أمير المؤمنين بل وابن عباس ؟


أم أنكم أعلم بالمجتهدين من أمير المؤمنين ؟


سؤال بريء ؟

ليست هناك تعليقات: