الثلاثاء، أكتوبر 06، 2009

عبد الرحمن محمد قادوس الأسير المصرى فى إسرائيل بحرب أكتوبر: إحنا المفتاح اللى جاب الخير للبلد ورجال الأعمال سرقوها




يروى عبد الرحمن محمد قادوس الأسير المصرى فى إسرائيل حكايته فى سجون تل أبيب، قائلاً، حقننى الصهاينة بفيروس c داخل سجن عتليد، وفى مصر استقبلتنى السيدة جيهان السادات على سلم الطائرة ومنحتنى 10 جنيهات كافأتنى الدولة بعدها بشهادة بلاء حسن ليس لها ثمن".

مهمة قادوس وقتها كانت تأمين قَطع الإمدادات عن الجيش الإسرائيلى لمنع طيران العدو المتواجد فى مطار المليز الإسرائيلى من الخروج وضرب الجيش المصرى، وإثر هجوم مضاد للعدو أصيب قادوس بشظية صاروخ تسببت فى قطع كعب قدمه اليسرى، ليصبح و44 من زملائه أسرى بسجن عتليد الإسرائيلى.

وفى عملية تبادل للأسرى وصل قادوس لمطار القاهرة الدولى عن طريق الصليب الأحمر الدولى ليجد وزملاؤه السيدة جيهان السادات تستقبلهم وتمنح كل مقاتل منهم 10 جنيهات "صرفتها فى الحجر الصحى، وأبلغت المخابرات الحربية وقتها عن حقنى بفيروس سى".

تليف الكبد والسرطان والفشل الكلوى واستئصال الطحال.. 4 أمراض يعانى منها قادوس علاجها جميعا يتم على نفقته الخاصة، فهو الآن بلا مصدر رزق يقول متألما: "حتى الآن لم أصرف معاشاً ولم أحصل على وظيفة ولم أستفد من الدولة بأى مميزات".

ابنته الوحيدة (22 عاما) لم تشفع بطولات والدها فى تعيينها بالدولة، لم يتبقّ شىء من ميراثه البالغ 500 ألف جنيه الذى أنفقه إضافة لسيارته ومنزله ومصنعه باعهم جميعا ليوفر العلاج اللازم له، فهو لم يحصل منذ عام 1982 وحتى 1992، إلا على ستة قرارات علاج، القرار الواحد مدته سنة ويتكلف 600 جنيه، فى الوقت الذى كان يتكلف علاجه شهريا 400 جنيه.

"التحصينات على مكاتب المسئولين تجاوزها أكثر صعوبة من عبور خط بارليف" قالها قادوس معبرا عن تجاهل المسئولين شكواه، مضيفا: "حتى الكشك الذى يحصل عليه المجرمون بعد خروجهم من السجن، حاولت الحصول عليه لآكل منه عيش ولم أستطع، والسبب ما قاله لى رئيس مجلس مدينة المحلة بأن ذلك من سلطة رئيس الوزراء"!!

قادوس عندما يحدث ابنته عن بطولاته، وكيف كانت إسرائيل تلقبهم بفراعنة مصر كانت تسخر من حكاياته، وتقول له: "يا ريتك ما حاربت ويا ريتك ما رجعت من إسرائيل، ع الأقل كانوا عالجوك هناك".

نفس الروح التى تحدثت بها ابنته انتقلت إليه وهو يقول "إحنا اللى جبنا مفتاح النصر واترمينا فى الشارع وادفنا تحت التراب، يا ريتنا ما قطعنا الإمدادات كنا على الأقل متنا شهداء والبلد افتخرت بينا كمقاتلين".

وعن حالته النفسية منذ العودة من إسرائيل وحتى الآن يقول: "فور عودتى نفسيتى كانت مرتفعة والروح الوطنية موجودة وانضممت للخدمة العسكرية مرة أخرى حتى عام 1975، لكن الآن أشعر بوصمة عار لأنى محارب ولا أجد مستشفى تفتح لى بابها".

وفى حسرة يتساءل قادوس عن رجال الأعمال، وأين كانوا قبل الحرب وماذا دفعوا لها، قائلا: "إحنا المفتاح اللى جاب الخير للبلد ورجال الأعمال سرقوها".

قادوس لم يحصل على أى نياشين أو ميداليات، كل ما حصل عليه شهادة بلاء حسن يصفها بقوله: "ليس لها ثمن"، مضيفا: "مصر بتنسى رجالتها وإحنا ممكن ننساها"، وتساءل: "حد خبط على بابى وادانى كرتونة زى اللى بتتوزع على الناس الغلابة أو حتى ادانى زجاجة زيت؟". مشيرا إلى أنه إذا وجد من يعالجه ويوفر له الطعام والشراب فسيعتبره رئيساً لدولته أياً كانت جنسيته حتى لو كانت إسرائيل.

قادوس تمنى أن يكون أحد جنود حسن نصرالله قائلا "ده راجل بيحارب فى سبيل الله وبيخاف على رجالته حتى بعد ما ماتوا أصر على استلام عظمهم".

وصف قادوس نفسه بأنه يتكلم من داخل قبره لكنه مازال مصراً على المطالبة بحقه، سألناه هل لو قامت الحرب مرة أخرى سيحارب، فأجاب "احنا محتاجين حرب داخلية ضد الحكومة مش ضد إسرائيل، لأن إسرائيل عارفة قوتنا، لكن إحنا محتاجين نحارب حكومتنا علشان نقربها من الناس الغلابة ونعرفها قيمتهم".

بعدما فشل فى الحصول على حقه فى حياة كريمة لم يعد أمام قادوس سوى مطلب واحد وهو الحصول على رخصة تسول يقتات منه ولا تضعه تحت طائلة القانون!

منقول من اليوم السابع




بصراحة حاجة تكسف أننا نعامل أبطالنا بهذا الشكل المهين
بجد شيئ يخجل أننا نسيئ لرجال صنعوا الإنتصار الوحيد الذي نتشرف بيه في هذا العصر
لعنة الله على الفاسدين الظالمين

ليست هناك تعليقات: