السبت، أكتوبر 10، 2009

المرجع الشيرازي يؤكد: هداية الناس إلى نور أهل البيت بحاجة إلى العزيمة والصبر وتحمّل الصعوبات والمواصلة


إباء : قم المقدسة


قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله فضيلة السيد ظفرياب حيدر (إمام الجمعة في مدينة حيدر آباد بالهند)، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة يوم الثلاثاء الموافق للسادس عشر من شهر شوال المكرّم 1430 للهجرة.

وبعد أن رحّب سماحته بالضيف الكريم، قدّم الأخير لسماحته موجزاً عن أوضاع أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم في الهند، وعن فعالياتهم ونشاطاتهم، وما يعانونه من المشاكل والصعوبات.

وقال سماحته المرجع الشيرازي دام ظله: إن مسؤولية رجال الدين والمثقفين من أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم اليوم أن يبذلوا جهوداً كبيرة ومساعي كثيرة في تعليم الشباب تعاليم الإسلام الحقيقي المتمثّل بإسلام رسول الله صلى الله عليه وآله وإسلام الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وكذلك تثقيفهم بثقافة وعلوم المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم أجمعين، كي يتمكّنوا من هداية أقرانهم إلى نور أهل البيت صلوات الله عليهم. فقد ورد في الحديث الشريف عن الإمام زين العابدين صلوات الله عليه أنه قال:

«أوحى الله تعالى إلى موسى على نبيّنا وآله وعليه الصلاة والسلام: ... فلأن ترُدّ ضالاً عن فنائي أفضل لك من عبادة مائة سنة بصيام نهارها وقيام ليلها. قال موسى عليه السلام: فمن الضال عن فنائك؟ قال تعالى: الجاهل بإمام زمانه، تعرّفه».

وقال سماحته: إن أهم ما عليكم أن تقوموا به في هذا المجال ـ أي في تعليم وتثقيف الشباب ـ هو أمران:

الأول: تعليم الشباب من أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم فنّ المناظرات.

الثاني: تعليمهم الأخلاق الإسلامية الفاضلة.

وأضاف سماحته مشيراً إلى جهود ومساعي العلماء ورجال الدين والمؤمنين من السلف الصالح الذين بذلوا جهوداً كبيرة في هداية الناس إلى نور أهل البيت صلوات الله عليهم وقال:

إن أبا نعيم الأصفهاني هو أحد علماء العامّة وصاحب كتاب (حلية الأولياء)، ويقصد بالأولياء أبوبكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة ومعاوية ومن كان مثلهم. وأبو نعيم هذا كان بعيداً عن أهل البيت صلوات الله عليهم ومات على ذلك، ولكن بفضل جهود ومساعي المؤمنين وتضحياتهم اهتدى أحفاد وذريّة أبي نعيم إلى نور التشيّع وصاروا من الموالين لأهل البيت صلوات الله عليهم، ومن أحفاده: فخر الأمة العلاّمة الشيخ محمّد باقر المجلسي قدّس سرّه صاحب (موسوعة بحارالأنوار).

وأردف سماحته: لا شكّ إن من يعمل في هذا المجال يواجد الكثير من الصعوبات ويعاني من الكثير من المشاكل وقد يكون قسم من المشاكل من القريبين منه وممن حوله، ولكن كلّ ذلك يسهل بالصبر وبالتحمّل وبالعزيمة والمواصلة، ولنا بمولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه خير أسوة وقدوّة. فالإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه عانى من مشاكل كثيرة وبالخصوص ممن كانوا حوله، حتى أنه صلوات الله عليه قال: «ولكن بمن وإلى من أُريد أن أداوي بكم وأنتم دائي كناقش الشوكة بالشوكة وهو يعلم أنّ ضلعها معها». ولكن رغم كل ذلك صبر صلوات الله عليه وتحمّل الأذى والمعاناة، وكان سديداً وموفّقاً فيما عمل به.

وختم دام ظله حديثه مؤكداً: إن بلاد الهند تنعم بنسبة من الحرية، فيجدر بكم أن تستفيدوا من هذه الأجواء في العمل على نشر تعاليم أهل البيت وتعريفها لشعب الهند وبالأخصّ لجيل الشباب، حتى يهتدوا إلى نور الإسلام ونور الأئمة الهداة الأطهار صلوات الله عليهم، ويسعدوا في الدارين.

ليست هناك تعليقات: