الخميس، نوفمبر 12، 2009

كتاب إحذروا اليهود لسماحة آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي رضوان الله عليه






كتاب



لسماحة آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي رضوان الله عليه




==============================


المقدمة



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
لو تفحصنا التاريخ الغابر والحاضر، لوجدنا ان هناك فاصلا كبيرا بين اليهود وبين القيم الإنسانية العليا، كالسلم والوفاء..
وهذا ما يجعلهم منبوذين عند عموم الأمم والشعوب، والقرآن الكريم يشير الى هذه الحقيقة في قوله تعالى: (وضربت عليهم الذلة والمسكنة )(1) أي انهم ثلة من الجياع والأذلاء الفقراء(2).
هذا من جانب، ومن جانب آخر يقول عزوجل: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )(3) والعزة بمعنى: الغلبة والقوة(4)، وهو يخص بها المؤمنين دون غيرهم.
ولكن وبنظرة واحدة نجد اليوم انه قد تغير الأمر، فصارت العزة للأعداء ..
فاذا رجعنا بالتاريخ خمسين عاما الى الوراء ، وفي فلسطين بالتحديد، لوجدنا ان اليهود فيها لا يتجاوزون الـ(56000) نسمة، برجالهم ونسائهم وشيوخهم واطفالهم، اما اليوم فان الإحصاءات تقول: ان نفوس اليهود في الأراضي الفلسطينية أربعة ملايين نسمة، وهم في ازدياد مطرد، وقوتهم في تصاعد مستمر..
أما نحن المسلمون، هل نخطو نحو الأمام كما هم يخطون؟!
بل كما أمرنا الإسلام؟
وقد ورد في الحديث الشريف:
(من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يومه شرهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه كان الى النقصان اقرب، ومن كان الى النقصان أقرب الموت خير له من الحياة)(5).
كيف حدث هذا ؟
وكيف وصلنا الى هذه المرحلة؟
الحديث طويل، وهو ذو شجون، ولسنا الآن بصدد بحثه تفصيلا.

1 - البقرة : 61.
2 - حيث ان المسكنة معناها الفقر.
3 - المنافقون : 8.
4 - راجع تفسير شبر ص 484 ط الاعلمي بيروت.
5 - بحار الانوار ج68 ص173 ب6 ح5.


==============================

التأثير اليهودي على المسلمين


من أسباب تأخر المسلمين
إن المسلمين في الحقيقة أخلّوا بأوامر الله وتركوا ما أمرهم به تبارك وتعالى، فانعكست بهم الآية، وسيطر عليهم من (ضربت عليهم الذلة والمسكنة )(1) فلنتدبر كيف تكون العقوبة..
فقد جاء في الحديث القدسي في باب (كلام الله مع أنبيائه): (اذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني)(2).
فاذا ما تفحصنا التاريخ وغصنا في أحداثه، سنجد هذا القانون العادل أمام العين في كل معادلة حيوية؟!
وقد كانت الفترة الأولى من حياة المسلمين تتميز بطابع خاص، وكانوا ينظرون إلى كلام الله والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كما ينظرون الى المسلّمات غير القابلة للنقاش، سواء علموا سرّه، ام لم يعلموا.
وأقول: سواء قبلنا ام لم نقبل، ان المسلمين عصوا الله، فسلّط عليهم اليهود، وليس هذا التسلط ليوم او بعض يوم، بل هو خمسون عاماًَ.

المسلمون واليهود
إن المسلمين اليوم ليسوا بأقليّة، فقبل عدة سنوات كانت اقل الإحصاءات تقول: إن عدد المسلمين يناهز الألف مليـون مسلم، واليوم فإن عددهم قد ناهز المليار وستمائة مليون مسلم(3).
اما اليهود، فإن عددهم في جميع المعمورة(4) لا يناهز الـ أربعة عشر مليون نسمة (14000000) منهم أربعة ملايين في اسرائيل، وخمسة ملايين في امريكا، والباقي في سائر انحاء العالم.
ومن باب المثال (ولا مناقشة في الأمثال) ان يهود العالم بأجمعهم اقل من نفوس مدينة طهران ذات الستة عشر مليون نسمة.
السؤال هو: كيف حدث ان أربعة ملايين يهودي في اسرائيل يصمدون في وجوه المسلمين، بل ينفذون ما يريدون ونحن ذوي المليار والستمائة مليون؟!.
هذا بغض النظر عن ان المسلمين في العالم هم الاغنى.. فمصادر الطاقة تحت ايدينا، بل احتياطي العالم من الطاقة تحت اراضينا، مما يجعلنا أسياد العالم ويكون الغرب والشرق خاضعاً لنا ومحتاجاً الينا.
فيكف يحدث ان أربعة ملايين يهودي في اسرائيل يحكمون ويسيطرون على اراضينا، ونحن نملك العدة والقوة؟! وقد قال الله تعالى عنهم: (‎وضربت عليهم الذلة والمسكنة )(5).
وقال تعالى عنا: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)(6).

اتحادهم وتفرقنا
ولأجل تقريب معنى ما نعانيه اليوم ، وما وصل بنا الحال نذكر هذه القصة الطريفة:
يحكى أنه كانت هناك قافلة ضخمة متجهة نحو إحدى المدن، وفي الطريق تعرض لها قطاع الطرق وسلبوا القافلة، حتى جرّدوهم من ثيابهم وتركوهم في العراء، وعند وصول القافلة الى المدينة القريبة تعجب اهلها من هذا المنظر، وسألوا عن السبب؟.
فقالوا لهم: لقد تعرض لنا قطاع الطريق وسلبونا وتركونا كما ترون؟!
فسألوهم: وكم كنتم؟.
قالوا: مائة نفر .
ثم سألوهم: وكم عدد اللصوص؟.
فقالوا: اثنان.
فتعجب اهل القرية، واخذوا يضحكون من هؤلاء ويقولون كيف سلبكم اثنان وانتم مائة؟!
فقال اهل القافلة: ما كان ذاك الا لاتحادهم على باطلهم وتفرقنا عن حقنا!
وهكذا الحال في قضيتنا اليوم: فان أربعة ملايين يهودي متحدون (على باطلهم)، والعرب ـ (لو عبرنا كما يعبّرون حيث جعلوا الصراع عربياً اسرائيلياً) ـ مائتان وخمسون مليون متفرقون غير متحدين، هذا ان اخرجنا المسلمين غير المتحدين ايضاً من المعادلة والا فنحن مليار وستمائة متفرقون.
في الواقع نحن خالفنا اوامر الله..
وقد ورد مثل هذا في القرآن الكريم في سورة البقرة، حيث يقول الله تعالى مخاطباً اليهود: ( يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضّلتكم على العالمين)(7).
أي: انكم كنتم امة قد ارتقت المراتب العالية من طيبة النفس وحسن الالتزام، مما استوجب تفضيلكم على بقية الأمم والشعوب في ذلك الزمان على الذين عتوا عن أمر ربهم ولم يلتزموا بأوامر الانبياء (عليهم السلام).
وفي آية أخرى يقول عزوجل: (اذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم اذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين )(8).
فإن طاعة بني إسرائيل لله تعالى جعلتهم ملوكاً واستطالوا على أهل زمانهم.
ولكن ذلك لم يدم طويلاً ، فبمجرد أن تركوا أوامر الله تعالى جانباً سلب عنهم تاج الملوكية والعزة، وألبسوا لباس الخزي وجرّعوا الذل وهذه الآية تشير الى ذلك:
( ثم انتم هؤلاء تقتلون أنفسكم(9) وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان… فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحيوة الدنيا ويوم القيامة يردّون إلى أشد العذاب… )(10).
أي: لأنكم خالفتم اوامر الله .. ضربت عليكم الذلة والمسكنة.
ونفس هذا الامر حصل مع المسلمين حيث انهم ـ في بدو الأمر ـ انصاعوا لأوامر الله تعالى فكان ذلك سبب ازدهارهم وتفوّقهم على جميع الأمم ففي القرآن الكريم:
(كنتم خير امة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )(11).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الإسلام يعلو ولا يعلى عليه)(12).
ولكن اليوم حيث ترك المسلمون اوامر الله سبحانه جانباً، سلب عنهم تاج العزة، واصبحوا تحت سيطرة الأعداء.

بين العراق واسرائيل
لو قارنا بين اسرائيل والعراق كمثال على ذلك فالاسرائيليون اليهود في قانونهم لا يقتل يهودي واحد وفي الجانب الآخر العراق، كم قتل من الابرياء المسلمين والعراقيين هناك؟!!
فها نحن كسبنا صفاتهم وكسبوا صفاتنا.
فالانتهاك لحقوق المسلمين في العراق وقتلهم للأبرياء لا يدخل ضمن دائرة الحصر.. فها نحن كسبنا صفاتهم وكسبوا صفاتنا.. سلكوا سبل العزة وسلكنا سبل الذل!.
وعلى مدى الخمسين عاماً لم يحصل ان اسرائيل اخرجت يهودياً واحداً من اسرائيل. اما العراق، فإنه اخرج اكثر من ثلاثة ملايين من العراقيين بين مهجر ومهاجر، ناهيك عن مئات الآلاف من القتلى والمعوقين هم حصاد حربين استنـزافيتين وعشرات الآلاف من السجناء الأبرياء؟!.
وهذا مجرد مثال بسيط، وبلاد المسلمين حبلى بأشباه ونظائر ما يحصل مع شعب العراق.
فالخلاصة: انه بعد ان تبادل القوم الصفات الحسنة بالسيئة(13) وجّه الله الضربة علينا بذات الصفعة التي صفع بها اليهود آنذاك، فالدنيا دنيا الأسباب والمسببات، وقد قال تعالى: (كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك )(14).
هذا هو القانون الالهي العادل في هذا الكون.

رسالة الى ياسر عرفات
قبل فترة طويلة(15) بعثت برسالة الى احد القادة الفلسطينيين(16) قلت فيها ضمن كلام لي:
لا يمكن ان تحصلوا على النصر وتصلوا الى أهدافكم ـ إزالة اسرائيل ـ وأنتم تتمسكون بأساليبكم هذه، وذلك لسببين:
الأول: العنف.
الثاني: ترك كتاب الله وراء أظهركم.
اما محاولة الوصول الى الهدف بواسطة العنف فهي فاشلة مقدماً، وذلك لسبب بسيط وهو انكم تحملون السيف بوجه الرشاش الذي يحمله العدو [ اسرائيل] فكيف يمكن لهذا العنف، غير المتوازن، إزالة إسرائيل ؟!! .
بغض النظر عن أسلوبكم في إدارة الأمور في فلسطين المستند الى الإرهاب والقتل.
فإسرائيل غالبة بما تملك من تقنية عالية في السلاح وهي في ذلك تفوقكم كمية وكيفية، ففي العقد الماضي كانت إسرائيل تصنع بنفسها ستمائة نوع من السلاح من الرصاص الى الطائرات الحربية، وفي المقابل البلاد الإسلامية جمعاء لاتصنع من سلاحها ستمائة نوع، ولا يجاري سلاحها السلاح الاسرائيلي في الكيفية.
اذن العنف ليس هو الطريق الأسلم لاسترداد الحقوق، بل مردوده سلبي دائما، والطريق الأمثل والأنجح في العمل هو السلم واللاعنف وخير مثال على ذلك هو أسلوب رسول الله (صلى الله عليه وآله)(17) السلمي في مواجهة المؤامرات الضخمة التي كانت تحاك من قبل المشركين والكفار في الجزيرة العربية، وكيف تمكن من دخول مكة المكرمة – معقل المشركين- وفتحها بدون إراقة دماء او اللجوء الى الإرهاب(18).
اما عن السبب الثاني: ترك العمل بكتاب الله تعالى:
فلو القينا نظرة سريعة على تاريخ فلسطين لوجدنا ان القرآن ـ ومن ثم المسلمون وليس العرب فقط ـ هو الذي يحافظ على وجود هذا البلد بين ايدينا، فكلما خرجت فلسطين من ايدينا استرجعها المسلمون من الصليبيين وغيرهم، وليس العرب ـ بعنوان انهم عرب ـ اما انتم(19) فتجعلون النـزاع بين العرب فقط واسرائيل، لا المسلمين بأجمعهم.
اما اليهود فإنهم صاروا كلهم إخوانا تحت مظلة الدين اليهودي، فاليهودي الروسي يحترم اليهودي اليمني، وكذلك الحال مع اليهودي الأمريكي والمغربي والأثيوبي الأسود و… فهولاء اليهود الذين هم من مختلف القوميات يجتمعون تحت مظلة واحدة، هي الديانة اليهودية .
هذا العنوان الديني هو الذي اعطاهم هذا الكيان الضخم، الأمة الواحدة اليهودية .. الاخوة اليهودية .. الحرية اليهودية.
ونحن المسلمون عندما تركنا عنوان الدين الإسلامي جانباً، وتركنا هذه الركائز تلقائياً، أصبحنا بعيدين عن الأمة الإسلامية الواحدة، الاخوة الإسلامية.. والحرية الإسلامية.
مع ان القرآن الكريم يشير الى هذه النقاط المهمة في آيات متعددة.
قال تعالى : (إن هذه أمتكم أمة واحدة )(20).
لكننا اصبحنا امماً متشتتة .. الأمة العراقية والإيرانية والباكستانية والسودانية و..و.. فأصبحنا خمسين أمة بل أكثر.
اما اليهود فغدوا أمة واحدة، وصاروا أخوة، بخلاف ما عليه المسلمون الذين امتلأت حياتهم تفرقة وتشتتهم الأممية والقومية(21).
ونتيجة هذه التفرقة انتهى الامر بالقيادة الفلسطينية بعد جهاد طويل مرير الى التنازل عن الارض الفلسطينية التي سفك على أعتابها دماء عشرات الآلاف من المسلمين للحفاظ عليها إسلامية، خالصة لليهود والاقتناع بحكم شظايا صغيرة باسم (غزة واريحا)(22) تحت مظلة الحكم الاسرائيلي الذي ما انفك يشبعهم الإهانة تلو الإهانة، تحت مرأىً ومسمع الفلسطينيين الذين يتجاوز عددهم الخمسة ملايين، والعرب الـ (250) مليون، والمسلمين الـ (الف وستمائة مليون)(23).
هذه هي النتيجة الحتمية، واننا لن ولن ننجح مادمنا ننتهج هذا الأسلوب الخاطئ، وما دمنا نبتعد عن النهج الذي رسمه القرآن الكريم لنا.

حتمية السقوط
وذكرت في محاضرة لي(24) ان عبد الناصر لن ينتصر على اسرائيل! في حين كان الجميع يظن خلاف ذلك، وكان لي الأدلة على ذلك، استفدتها من طريقة تعامل عبد الناصر حتى مع شعبه، وطريقة تعامل اليهود حتى مع غيرهم، فقرأت كتابين.
الأول اسمه: (أقسمت ان أقول).
والكتاب الثاني: (في معتقل الأنصار).
وعندما يقرأ الإنسان هذين الكتابين يعرف بعض المشكلة الموجودة في البلاد الإسلامية، ومن خلال ذلك قد يكون الأمر جلياً بعدم انتصار عبد الناصر، فالكتاب الأول لاحد السجناء المسلمين في زنزانات عبد الناصر، والثاني لفلسطيني قد سجن في اسرائيل.
اشار صاحب الكتاب الاول الى التعذيب الوحشي الذي يمارس في سجون عبد الناصر وكيف كانوا يتفننون في تعذيب المسلمين.
كما يذكر المؤلف الثاني ما مورس بحقه في سجون اسرائيل، فإن الممارسات الاسرائيلية اليهودية بحق ذلك الفلسطيني الذي يعتبر عدواً لهم تكون أخف مما كان في سجون عبد الناصر فلم تتجاوز بعض أنواع التعذيب النفسي وما أشبه.
مع فارق ان اسرائيل لا تعذب اليهود(25).
ولكنا لو راجعنا سجلات السجون والتعذيب القاسي ـ ان وجدت سجلات ـ في البلاد الإسلامية لما وجدناها تجاوزت المسلمين…


1 ـ البقرة : 61.
2 ـ مستدرك الوسائل ج 11 ب 41 ص 338 ح 13207.
3 ـ وفي كتاب (عندما يحكم الاسلام) لعبد الله فهد النفيسي، الصفحة الاخيرة ، 1996م يذكر ان عدد المسلمين حالياً مليارا مسلم (2000000000).
4 - في هذا اليوم وحسب اكثر الاحصاءات.
5 - البقرة: 61.
6 - المنافقون: 8.
7 - البقرة: 47.
8 - المائدة: 20.
9 - أي يقتل بعضكم بعضاً . راجع تفسير شبر ص 26.
10 - البقرة: 85.
11 - آل عمران: 110.
12 ـ وسائل الشيعة ج 17ص 376 ب 1 ح 11، ومستدرك الوسائل ج 17 ص 142 ب 1ح 20985.
13 ـ قال تعالى: (ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم) [البقرة: 85].
14 - الاسراء: 20.
15 - في اوائل الثمانينات او قبلها.
16 - وهو ياسر عرفات.
17 - راجع كتاب (الصياغة الجديدة) و(ممارسة التغيير) و(السبيل الى انهاض المسلمين) و(حكومة الرسول (ص) والإمام أمير المؤمنينu ) للإمام المؤلف (دام ظله).
18 - راجع كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم) للإمام المؤلف.
19 - الخطاب الى ياسر عرفات.
20 - الأنبياء: 92.
21 - لكل يهودي في العالم جنسيتان، الاولى اسرائيلية والثانية جنسية الوطن الذي يقطنه، وبلادنا تحرم الحصول على جنسية ثانية، بل ترى لنفسها الحق في اسقاط الجنسية عمن لا ترغب فيه.
22 - تبلغ مساحة غزة (32400) دونم فقط. راجع الموسوعة السياسية ج4 ص 349 غزة.
23 - وعدد المسلمين حالياً (2000000000) كما سبق.
24 - ألقاها سماحة الإمام الشيرازي في أواخر عهد عبد الناصر.
25 - حتى ان قاتل اسحاق رابين يعيش معززاً مكرماً في سجن مرفه.


==============================

أساليب اليهود في تدمير الشعوب 


الخطر اليهودي
لا يقتصر الخطر اليهودي على فلسطين وما جاورها، بل خطرها عام شامل. فهو لا يتوجه الى الذين تصالحوا مع اليهود في اسرائيل فقط، بل خطرهم يتوجه الى جميع المسلمين، بل وغير المسلمين.
ويمكن الإشارة الى بعض الخطر المتوجه من قبلهم وتلخيصها بما يلي(1):
1: السيطرة على التجارة والاقتصاد .
2: نشر الفساد والجنس.
3: المخدرات.
4: الإيدز.

1 ـ السيطرة على التجارة
يحاول اليهود دائماً الإمساك بخيوط التجارة بكل الوسائل المتاحة، المشروعة وغيرها. والشواهد على ذلك كثيرة(2)، وأذكر لكم شاهداً واحداً على سبيل المثال وللاختصار:
أيام كنت في العراق(3) جاءني أحد الأشخاص وقال لي: ان عندي ذنباً كبيراً، فهل لي من توبة؟
قلت له : كل مذنب اذا تاب بإخلاص تاب الله عليه.
قال: ان ذنبي اكبر.
قلت: ليس بالضرورة ان تشرح لي ذنبك، ولكن اعلم ان الله يغفر لك ويتوب عليك: (ان الله يغفر الذنوب جميعاً)(4).
ولكنه اصر أن يكشف لي عن ذنبه الذي ارتكبه.
فقال: الواقع أني اذنبت ولم اكن اعلم اني اذنب ، أي ارتكبت ذنباً كبيراً من حيث لا أشعر.. كنت أعمل في ادارة البريد والتلغراف، في قسم التلغراف، براتب شهري (عشرة دنانير)(5) مثلاً.
وفي أحد الأيام جاءني احد اليهود من بغداد، وسألني: كم راتبك؟.
قلت: عشرة دنانير.
قال: وأنا أعطيك عشرة دنانير فوق راتبك مقابل عمل واحد بسيط فقط تعمله لي.
قلت له: وما هو؟.
قال: عندما يصلك تلغراف الى التاجر الفلاني بقائمة الأسعار الجديدة للبضائع، ان تبعث بالقائمة لي قبل ان تعطيها الى صاحبها بيوم واحد. وليس من الضرورة قدومك اليّ، بل يكفي الاتصال الهاتفي، وإعلامي بالأسعار.
فوافقت على ذلك، واستمر العمل عدة سنوات على هذا المنوال، ولم أكن أعلم ماذا يترتب على هذا الاتصال، وبعدها عرفت انني كنت السبب في تضرر المسلمين بالملايين وكانت الارباح تنصب في كيس اليهود!.

2 ـ نشر الفساد
قد رأيت في العراق كيف كان اليهود ينشرون كتب الفساد والانحراف الجنسي بين الفتيان والفتيات، بالإضافة الى المنهج الإباحي الذي كان يسير عليه فتيان اليهود وفتياتهم.
وبين هذا المنهج الاباحي، والكتب والمجلات الإباحية كان ينتشر الفساد بشكل غريب وسريع.
ينقل (عبد الجبار أيوب) في مذكراته حادثةً حصلت معه أيام كان رئيساً لسجن (الكوت) في العراق..
يقول: في إحدى الأيام سلمتني الدولة ثلاثة سجناء خطرين وأوصت ان يكونوا تحت الحماية المشددة، ولشدة خطرهم فكنت اشدد الحراسة عليهم تنفيذاً للأوامر، ولما قد يسببه فرارهم من الإهانة والتوبيخ والعقوبة.
بعد فترة وجيزة، جائني تاجران من تجار بغداد الكبار وكانا من اليهود(6) وبعد السلام والجواب قالا لي:
يوجد عندك ثلاثة سجناء من المسلمين ـ وليسوا من اليهود ـ، ولا نريد ان نتحدث عنهم بشعور ديني، بل حديثنا عنهم من الجانب الإنساني البحت، والنظر الى الوضع السيئ الذي تعيشه عوائلهم وأولادهم، والمطلوب منك امر بسيط، هو نقلهم الى سجن بغداد وهذا لا يضرك في شيء(7)، لا أمام الدولة ولا امام الضمير بل بالعكس، فيه خدمة انسانية…
وراحوا يسردون عليّ آيات من القرآن، وبعض الأقوال عن الأنبياء موسى وعيسى (عليهما السلام).
كل هذا الحديث اللطيف.. وانا ارفض نقلهم الى بغداد، وباءت محاولتهم بالفشل.
ذهبوا وبعد ايام وجيزة جاءوا عندي مجدداً، وناقشوني في الامر، وكان من الصعب اقناعهم ورد مطلبهم، فقد قال لي أحدهم: لا يصعب عليك كتابة ثلاث كلمات:
(لا ـ مانع ـ لدي)
أعطيك على كل كلمة مائة دينار(8) فرفضت هذا العرض المغري.
فقال: بترغيب اكثر: ماذا تريد؟ بيتاً ؟ اكتب بنقلهم الى بغداد وخذ ما تريد.
رفضت أيضا..
وأصروا.. ولكن من غير فائدة..
فخرجوا.
وبعد أيام عادوا مجدداً بصحبة ثلاث فتيات من اجمل ما رأيت، وكرروا الطلب.
فرفضت.
فخرجوا من الغرفة بحجة شرب الماء واخلوا الغرفة لي مع الفتيات، وعادوا بعد ساعة واستفسروا من الفتيات عن ردود فعلي، فأشرن بالنفي.
عند ذلك توجه اليّ أحدُهم بجدية قائلاً: حضرة‎ (عبد الجبار أيوب) في البداية طلبنا منك حل المشكلة عن طريق الإنسانية والعواطف، فرفضت، ثم طلبنا الحل عن طريق المال، فرفضت، وفي الثالثة عن طريق البنات، فرفضت ولم تقبل، فاستعد للبلاء.
ثم تركوني وخرجوا جميعاً..
ولم تمض برهة وجيزة حتى نقلت عن ادارة السجن، وتحققت بعدها فعلمت ان السجناء الثلاثة نقلوا الى بغداد، ثم اطلق سراحهم.
فهذا هو دأب اليهود..
فهم يطلبون الوصول الى غاياتهم بكل الطرق، وان كان في طياتها الفساد والرشا والبغاء(9).
وهذا هو الخطر الثاني الذي يتوجه للمسلمين من اليهود.

3 ـ خطر المخدرات
وهي من الأخطار الجديدة التي استغلها اليهود ابشع استغلال، وبادروا في الإمساك بتجارتها، وهم الآن اكبر تجارها في العالم.
وهي تدر عليهم ارباحاً طائلة، لما تستنـزفه من الناس من الأموال، فالذي يعتاد على المخدر، لو اضطره الامر ان يبيع اهله واولاده ونفسه وعرضه مقابل الحصول على الجرعة التي تعيد له توازنه، لفعل بدون أدنى رادع.
وهو سلاح ذو حدين، فهو من جانب يوفّر لليهود الأموال الطائلة بدون بذل جهود حقيقية، ومن الجانب الآخر ينحدر بالبيوت والمجتمعات التي تتعاطاها الى الإفلاس والفساد والجوع والمرض، بل الى كل أنواع الرذيلة والمهانة، ويشل المتعاطين لهذه السموم عن كل انواع الحركة والبناء، ويحولهم الى مجاميع هدّامة.
ولليهود جماعاتهم التي مهمتها نشر هذه السموم بين المجتمعات الإسلامية وغيرها.. وبين الآونة والاخرى تظهر فضائحهم في هذه المهمة اللاأخلاقية(10).

4 ـ نشر الإيدز
الخطر الرابع الذي يواجه المسلمين وغيرهم من قبل اليهود: نشر الايدز.
وهم المسؤولون عن ترويج هذا المرض الخبيث، خصوصاً في البلاد الاسلامية. فهم ينشرون هذا المرض بين المسلمين، تحت عناوين غير مشبوهة، مثل السياحة وما شابه.
وهذه الظاهرة بارزة في كل بلد فتح حدوده امام السياحة الإسرائيلية، حيث انهم يرسلون فتياتهم المصابات بهذا المرض الخبيث .. الإيدز للسياحة في البلاد الإسلامية، فيقومون باسم السياحة والتعارف بنشر هذا المرض الرهيب بين الشباب المسلميـن، ومنهـم ينتقل المرض الى الفتيات المسلمـات(11).
بل سيصاب بذلك حتى الأطفال(12).
فيجب علينا ـ المسلمين ـ ان نحصن أنفسنا ضد هذه الإخطار اليهودية التي قد ترد علينا بعناوين جميلة وشكليات قد يحميها القانون غير الواعي لبلادنا.
وان نقوم بنشاطات توعوية كبيرة بين شبابنا وفتياتنا، لنبعدهم عن كل التصرفات المشبوهة، ليضمنوا لأنفسهم السعادة في الدنيا والآخرة.
وان ننبذ الفرقة ونشعر انفسنا بالاخوة الإسلامية، ونكون اكثر وعياً بما يجري حولنا لنحصّن انفسنا وبلادنا من مطامع اليهود ومآربهم في بلادنا.
ونسأل الله سبحانه أن ينصر المسلمين على اليهود، انه سميع الدعاء .
اللهم أنا نرغب اليك في دولة كريمة، تعز بها الاسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة(13).

قم المقدسة  

لسماحة آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي رضوان الله عليه



1 - وهناك أخطار يهودية أخرى ايضاً، منها: شراء الأراضي العربية والإسلامية بمبالغ طائلة جداً وتملكها حتى تصبح يهودية، وقد اتخدوا هذه الطريقة منذ خمسين عاماً بل أكثر، والى يومنا هذا، وكمثال على ذلك نقلت مجلة (المجلة) العدد 920 ص 11 الصادرة بتاريخ 4/10/1997م ان: مليار دولار خصصها متول يهودي لشراء ما يمكن من الأراضي العربية في القدس والخليل…
وقد دعم (موسكو فيتش) المليونير اليهودي الامريكي جمعيات توطين يهودية في القدس خاصة في الاستيلاء على منازل عربية.. فهو موّل شراء أراضٍ في جبل أبو غنيم ورأس العامود، فضلاً عن منازل في القدس القديمة واخرى خارج الأسوار ولكن شهيته (للاستثمار) لا تتوقف لمواصلة العمل على ابتياع ما يمكن من الأراضي العربية.. واسم (ايفن موسكو فيتش) انتشر مؤخراً بعد ان تبين انه وراء الاستيلاء على الأراضي والمنازل في رأس العامود وبدأت الحقائق بالظهور بأنه كان ممول الأحزاب اليمينية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة كما تربطه برئيس الوزراء الإسرائيلي علاقات وثيقة.موسكو فيتش ابن السبعين عاما يقيم في ميامي في فلوريدا وبدأ اهتمامه بإسرائيل في السبعينات حيث اخذ بالتبرع للاستيطان في القدس، وكان المتبرع الاول لتكاليف فتح النفق في القدس قبل عام وهو العمل الذي ادى الى مقتل خمسة وسبعين فلسطينياً وإسرائيليا في مواجهة دموية في ايلول (سبتمبر ) عام 1996.
2 - ويمكن معرفة ذلك عبر ملاحظة الأسهم في الشركات العالمية الكبيرة.
3 - هاجر الإمام الشيرازي من العراق في 18 / شعبان / 1391 هـ خوفاً على حياته. راجع كتاب (اضواء على حياة الإمام الشيرازي) ص 61.
4 - الزمر: 53.
5 ـ عشرة دنانير في ذلك الوقت يمكن للإنسان أن يعيش بواسطتها حياة بسيطة.
6 - الحادثة قبل ترحيل اليهود من العراق الى فلسطين.
7 - لعل سبب طلب النقل الى بغداد هو سهولة إخراجهم من السجن، لما يتمتع به هؤلاء التجار من علاقات مع المسؤولين هناك، بحيث يمكنهم إخراج السجناء بسهولة.
8 - وهذا مبلغ كبير جداً في ذلك الوقت حيث ان العائلة تكفيها عدة دنانير لمصاريف الشهر الواحد.
9 - قد نقلت مجلة (الشراع) العدد 787 ص 11 عن صحيفة معارف: ان فتاة في التاسعة عشرة من عمرها ادعت على (الحاخام ابراهام راطا) بتهمة اغتصابها منذ كانت في الثامنة من عمرها! وان كشفها هذا السر الآن جاء بعد ان تمادى هذا الحاخام في عمله الشائن واغتصابه شقيقتيها 11 و12 سنة اللتين عاشـتا في منـزل والده.
10 - تحت عنوان (حاخامات اليهود يتاجرون بالمخدرات) ذكرت مجلة أهل البيت (عليهم السلام) الصادرة في لندن عن رابطة اهل البيت العالمية في العدد الاربعين لشهر تموز 1997م، كتبت تقول: (اعتقلت السلطات القضائية في نيويورك الحاخام (ماهيررين) والحاخام (برنارد غرونفلد) بتهمة تحويل شراء لتجار المخدرات الكولومبيين، وذكر النائب الفيدرالي ان الحاخامين الذين يترأسان طائفة يهودية متشددة حصلا على عمولة سمسره من تجار المخدرات تصل الى 15% وقالت السلطات القضائية بأن الحاخامين كانوا يخفون أموال المخدرات في حسابات الكنيسي ومدرسة دينية يهودية في حي بروكلن. ويواجه هذان الحاخامان عقوبات بالسجن تصل الى عشرين عاماً.. ويذكر ان عدداً من تجار المخدرات يتعاونون مع الصهاينة لتبييض أموال المخدرات عن طريق تحويلها الى الكيان الصهيوني.
11 ـ ذكرت مجلة الشراع اللبنانية في عددها الصادر بتاريخ 8 / ايلول/ 1997م برقم (797): في مصر ـ التي فتحت باب السياحة أمام اليهود ـ تم القاء القبض على عدد من العاهرات الاسرائيليات بعد ثبوت تورطهن بعلاقات مشبوهة مع شبان مصريين اصيبوا جميعاً بمرض الايدز وايضاً صدر الحكم بترحيل مئات الغواني الصهيونيات اللواتي ثبت تعمدهن نشر الامراض القاتلة بين الشبان المصريين كالايدز وغيره.
12 - ذكرت مجلة (العربي)الكويتية في عددها 468 نوفمبر 1997م ص67 ـ 86 تحت عنوان (اطفال الايدز) انه: في مؤتمر حول الإيدز جرى عقده أخيراً في فانكوفر بكندا جرى تقديم بعض الأرقام ذات الدلالة، ففي كل يوم يصاب 8500شخص بالإيدز، بينهم الف طفل، وفي عام 1995م فارق الحياة بسبب الإيدز 1.3 مليون شخص بينهم 300 ألف طفل!. وتختلف تقديرات قسم السكان بالأمم المتحدة والمكتب الأمريكي فإنه يعتقد أن المرض يتزايد وان عام الذروة هو 2010م. على اساس هذين التوقعين، وفي 19 بلدا هي الأكثر تعرضا لمرض نقص المناعة تأتي الأرقام متباينة: ففي تقدير المكتب الأمريكي أن 105 آلاف طفل رضيع قد فارقوا الحياة في هذا البلد خلال عام 1995 بسبب الإيدز، لكن قسم السكان بالأمم المتحدة يهبط بالرقم الى 75 ألفا فقط.
ونفس الخلاف في التقدير يأتي حول توقعات عام 2010 حيث يتراوح رقم الوفيات المتوقعة لأطفال الإيدز بين 83 ألف طفل (تقدير الأمم المتحدة) و(357) ألف طفل، وهو التقدير الأمريكي لنفس المجموعة من البلدان. والدراسة التي أجرتها منظمة الطفولة تغطي 19 بلدا من 32 بلداً هي الأكثر تضررا، والكارثة الأكبر في افريقيا، فمن بين هذه البلدان التسعة عشر توجد ست عشرة دولة افريقية! ويتوقع مكتب الاحصاء الأمريكي أن تنال بوتسوانا السبق في هذا المضمار عام 2010 فتصل وفيات الاطفال الرضع الى نسبة 61% من وفيات الاطفال في هذه المرحلة السنية، بينما تصل النسبة الى 58% في زيمبابوي و41% في كينيا وتهبط في بلدان أسيوية مثل تايلاند الى 7% وتقديرات الأمم المتحدة أكثر تواضعاً، لكنها أيضا تدق ناقوس الخطر.
13 - مفاتيح الجنان / دعاء الافتتاح.

ليست هناك تعليقات: