الثلاثاء، ديسمبر 09، 2008

مظاهرات غاضبة ضد مصر فى طهران مصر تحتج رسمياً على هذة المظاهرات

مصر ليس لها علاقات دبلوماسية كاملة مع إيران

مظاهرات غاضبة ضد مصر فى طهران



تمكن مصورو وكالة رويترز من التقاط مجموعة من الصور عن مظاهرات قامت فى حوالى الثالثة بعد الظهر بتوقيت القاهرة, أمام مكتب رعاية المصالح المصرية بالعاصمة الإيرانية التابع لإحدى السفارات الأخرى, جاء هذا فى التعليق الذى نشره موقع داى لايف على شبكة الإنترنت.

ندد المتظاهرون أساساً بالعلاقات التى تقيمها مصر مع إسرائيل ورفعوا لافتات تحمل صور الرئيس مبارك.


**********************************

مصر تحتج رسمياً على مظاهرات الطلبة الإيرانيين


استدعى مكتب وزير الخارجية اليوم، الثلاثاء، القائم بأعمال مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، وأبلغه احتجاج مصر واستياءها إزاء ما دأبت عليه بعض الدوائر الإيرانية من ترتيب مظاهرات أمام مقر البعثة الدبلوماسية لمصر فى طهران.

وأبلغ مكتب وزير الخارجية، الدبلوماسى الإيرانى استياء مصر أيضا من نشر مقالات فى الصحف الإيرانية تتهجم على مصر وقيادتها، وخاصة خلال الأيام القليلة الأخيرة.

وكانت القاهرة قد أدانت بقوة فى يوليو الماضى، فيلما وثائقيا حول اغتيال الرئيس المصرى الراحل أنور السادات عام 1981.

كما قرر اتحاد كرة القدم فى مصر عقب ذلك بإلغاء مباراة ودية، كانت مقررة مع إيران فى دولة الإمارات العربية المتحدة، بسبب التوتر الذى أثاره الفيلم، ورد اتحاد كرة القدم فى إيران على ذلك بتقديم شكوى إلى الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا).

وفى الشهر نفسه أغلق مكتب محطة التلفزيون الإيرانية "العالم" فى القاهرة، بعد أن قامت الشرطة بعملية تفتيش فيه.





تعليقي :

ليس دفاعاً عن إيران لكن قولاً للحق وهو أن هذة المظاهرات ليست ضد مصر بل ضد نظام تعاون مع أعداء مصر وهو الكيان الصهيوني ضد إخواننا الفلسطينين في قطاع غزة المحاصر وهذا لإن الكل سيعتقد إن هذة المظاهرات ضد مصر وشعبها واقولها لكم أنا إن هذة المظاهرات ضد هذا النظام وهذا من باب الذكرى تنفع المؤمنين .



الروابط :

الخميس، ديسمبر 04، 2008

مجلة زاهرة ر... الكتابة الراقية

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن عدوهم



في ظل إبتعاد الناس عن الدين الإسلامي الأصيل والقائم على نور الثقلين كتاب الله وعترة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أصبحت الفتاة المسلمة الآن تعيش حالة إغتراب بين المجتمع بسبب عدم وجود صوت يعبر عنها ويقدم لها ما تريده هي من علوم دينية وثقافية ويتكلم بأسمها بشكل حقيقي ، لكن الحمد لله منذ عدة شهور صدرت مجلة
الكترونية شهرية شاملة للفتاة المسلمة ، تعنى بشؤون الفتاة المسلمة على جميع الأصعدة الدينية الثقافية الروحية التروبية والإجتماعية ...

هذة المجلة الرائعة أسمها مجلة
زاهرة وسنقوم إن شاء الله بتوفير جميع أعداد الملجة شهرياً



والآن اترككم مع المجلة ...




* العدد التجريبي

0


* العدد الأول

1


* العدد الثاني

2

العدد الثالث

3


العدد الرابع


4


********************

وده الموقع الخاص بمجلة زاهرة
V V V
مجلة زاهرة


الثلاثاء، ديسمبر 02، 2008

الآفات الأخلاقية وعلاجها في رؤية المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله للباحث عبد الكريم العامري


شبكة النبأ:

____________



إن لطلاقة الوجه والبِشر والتواضع كما لجمال التعبير وحسن الاستماع والحلم، اثراً كبيراً في نفوس الناس يفوق تأثيراً الاقوال التي تنطلق من افواهنا وألسنتنا.

هكذا الكلمة شعلة متقدة عند المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي(دام ظله) وهو يوجه اجيال الشباب للطريق الصحيح وكيفية الابتعاد عن مظاهر الغرور فيؤكد سماحته وهو يوصي الشباب على العديد من المعاني التربوية المهمة في الحياة، ومنها قوله: هَبْ انك لست متكبراً ولكن هذا وحده لا يكفي، بل ينبغي ألا تترك انطباعاً يوحي بذلك.

ومتى أيقنّا ان طريق الاخلاق صعب وشائك، وشعرنا انه بحاجة الى تفرغ ومثابرة وصبر، بل واستمداد من الله قبل ذلك كله، وان علينا ان نحذر الانزلاق دوماً، نعلم حينئذ أننا بدأنا بسلوك الطريق، وأننا سوف نصل بالتوكل على الله الى الغاية المتوخاة من بعثة الرسول الاعظم (ص) حيث قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق).

ان عدد الشباب واليافعين في بلادنا في تزايد قياساً الى مجموع فئات سكان البلاد الاخرى، فلو تمتع هذا العدد الكبير بالفاعلية المطلوبة فأنهم سيبشروننا بمستقبل مشرق، ألا ان الوصول الى هذا المستقبل المشرق يتوقف على شرطين:

1) التخطيط، التوجيه، الهداية، الرقابة التي على الاوصياء والمسؤولين في المجتمع ان يقوموا بها بدقة.

2) معرفة الذات واكتشافها، والشعور بالمسؤولية والالتفات الى القابليات والكفاءات، وهذه الامور حساسة وعلى الشباب واليافعين انفسهم ان يقوموا بها.

بما ان الشباب طبقة استثنائية وهناك اعداء في الداخل والخارج كأمينين بغية الهجوم عليها هجوماً غادراً.. فأننا نتناول آفة من الآفات الاخلاقية التي ترتبط بالدرجة الاولى بالشباب والتي تفتك بهم وبالمجتمع المسلم.

أ) آفة الغرور والعجب:

أن الغرور والعجب مريض نفسي ينخدع به الانسان فيقع فريسة التوهم و التطورات غير الواقعية، فلا يعود مدركاً لحقائق الحياة، والغرور والعجب ناشئان من الجهل، لذلك كلما زدت القدرة الفكرية والعقلية لدى الانسان واتسعت معلوماته وتجاربه واصبح واعياً وعالماً، قلت عنده نسبة الغرور والعجب والانانية.

ان هذه الصفة قبيحة وقد تكون لها جذور وراثية وتساعد عليها الظروف الخاصة لمرحلة الشباب، ولكن لكي يسعى الانسان الى معالجتها والوقاية من اخطارها عليه ان يبحث عن جذورها في وجوده بغية القضاء عليها.

قال الإمام علي (ع) بشأن خصلة الجهل القبيحة: (اعظم الجهل، جهل الانسان امر نفسه).

ان المغرور يبتلى بنوع من السذاجة والانانية المفرطة، ويذهب به الخيال الى درجاته القصوى، فيتصور نفسه عظيماً وعالماً وفاهماً وانه اعقل من الجميع، ويرى غيره متخلفاً وجاهلاً ولا يعدل شيئاً، وبذلك يحرم نفسه من الاستفادة من تجارب غيره، ولا يسعى الى رفع نواقصه .

وقد وصف الإمام علي (ع) الغرور بأنه نوع من السكر المزمن وقال : ( الغفلة والغرور ابعد افاقة من سكر الخمور) .

ان اهم عوارض الغرور واضراره:

1) الأنانية والاعتزال:

ان المغرورين يقعون في اسر التصورات الخاطئة ويحبسون انفسهم في بيوت عنكبوتية من الاوهام حتى يفكرون كل ما سواهم.

وفي ظل هذه يرى المغرور نفسه ممتازاً عن الآخرين، مما يؤدي بالآخرين الى تجنبه والاستياء منه، وبذلك يبقى وحيداً فريداً، ومن ثم تجره هذه الوحدة الى الامراض النفسية والعقد الروحية.

2) الجهل:

أن منشأ الغرور وان كان هو الجهل وانعدام الوعي، الا ان التمادي في الغرور وحب الذات يؤدي بالمغرور سواء أكان شاباً متعلماً أو في أي مستوى آخر الى الوقوع في شباك التكبر والنخوة والاستغناء عن الآخرين فيمتنع حتى من الاستفهام والاستفسار من الآخرين برغم جهله واحتياجاته لعملية في الحياة، فيبقى على ما هو عليه من الجهل، فعلى هؤلاء الاشخاص الالتفات لأمرين.

1) يرى الامام علي (ع) الجهل مساوياً للموت، ويرى الجاهل ميتاً بين الاحياء، وان اعتبر نفسه حياً، قال الامام علي (ع): (الجهل موت)، وقال: (الجاهل ميت بين الاحياء) .

2) علينا ان لا نغتر بما تعلمناه من دروس ومصطلحات أو حصلنا عليه من معلومات وتجارب قليلة وإنما علينا ان نذعن بأننا لا نزال نجهل الكثير من جزئيات مسائل الحياة وكلياتها، ولا يزال امامنا طريق طويل وشاق لبلوغ كننها.

يقول الدكتور (جان لا باك أفيبوري) العالم الطبيعي الانكليزي: لو كنا نعرف العالم اكثر من معرفتنا الحالية، او كان بأمكاننا قياس معلوماتنا الى مجهولاتنا، لكان لنا رأي اخر، الا ان الحقيقة هي ان معلوماتنا اذا قيست الى مجهولاتنا ستكون نسبتها المئوية ضئيلة جداً، اذ اننا نعيش في؟ علل وقوى مختلفة لا زلنا نجهلها، اذ لا زلنا في مدرسة الطبيعة الكبيرة نعد بمنزلة الاطفال المبتدئين، فنرى كثيراً من الاشياء دون ان ندرك اسرارها، وان معلوماتنا بمثابة قطر الدائرة وان مجهولاتنا بمثابة محيط الدائرة، فكلما اطلنا قطر الدائرة، نكون قد سعينا في محيطها، لماذا نذهب بعيداً؟ فلا زلنا نجهل انفسنا ولا نعرفها وما هي علاقتنا بالطبيعة؟ بل اننا لا نعلم شيئاً، ويتعين علينا ان نضع علامة استفهام امام كل شيء.

3) اختلاف المعاذير:

ان من اضرار الغرور الكبيرة جداً اختلاف الاعذار التي تحول دون تهذيب النفس والتكامل المادي والمعنوي، وذلك لأن الشخص المغرور حينما يرى نفسه كبيراً وفاهماً وخالياً من العيوب والنواقص، فأنه نادراً ما يتقبل النقد، وقلما يسعى الى محاسبة نفسه والتعرف على عيوبها والحيلولة دون وقوعها في الاخطاء، وبذلك يظل قابعاً في أودية الانحراف والانحطاط والجمود والتخلف.

قال الامام الصادق (ع): (فمن اعجب بنفسه وفعله فقد ضل عن منهج الرشاد وادعى ما ليس به).

وقال الشاعر:

ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ

طرق العلاج:

اما معالجة هذا المرض الخطير، فعلى الافراد في الدرجة الاولى ان يلتفتوا الى الامام الصادق (عليه السلام) يرى ان المتكبر شخص مسكين جدير بأن يرثى له، ولذا فعلى المتكبر وفقاً لوصية الامام ان يتوب توبة صدقة، وان يذعن بعجزه امام الله، وان يسعى الى التعرف على عيوبه، وان يزيد من معلوماته وبناء نفسه، بغية القضاء على ضم العجب الكامن في سريرته، وان يفكر بواقعية ليعتدل من الناحية النفسية.

يقول الدكتور (الكسيس كاريل) العالم الفرنسي في الاحياء والحائز على جائزة نوبل في الطب حيث قال: (ماهي الفائدة التي نرجوها من الحياة اذا كانت مقصورة على الرقص والصخب وقطع الشوارع بالسيارات وليس هناك منطق من اهدار الحياة باللهو).

ان حاجات الانسان هي تلك الامور التي تساعده على بلوغ حياة سليمة وشريفة فيها الايمان بالله وحب الآخرين والطمأنينة والرقي للوصول الى التكامل الانساني.

معرفة النفس:

الآن اصبحت تقريباً معرفة النفس بالنسبة للشباب واضحة والمراد تحديد القابلية الكامنة في وجودنا من اجل اشتثمارها، وهذه العملية تكون في أو أمرها مصحوبة بالصعاب، إلا انه كما لا حظنا فأن فورة الشباب وما يتمتع به من جرأة وإرادة راسخة تعينه على تذليل هذه الصعاب، بل انها تمكنه من صنع المستحيل.

ليس هناك من هو اقرب الى انفسنا وأعلم بذواتنا منا، وعليه يتعين علينا ان نبدأ بأنفسنا في كل خطوة نخطوها، وعند وضع الدواء لأي داء.

قال الامام أمير المؤمنين علي (ع) في ما نسب أليه:

دواءك فيك وما تشعر وداؤك منك وتستنكر

وتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر

وانت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضمر

هذا النوع من معرفة النفس صعب وسهل في آن واحد، فهو صعب لانه يستدعي جهوداً كثيرة، وسهل لأن الله تعالى قد منح الشاب قلباُ طاهراً يتقبل الحقائق والافكار السليمة والخبرة بسهولة، وللشاب في هذا الجانب تأثير حاسم ومصيري.

ب) آفة سوء الظن:

يعد سوء الظن من تبعات مرحلة الشباب، واذا تجذر سوء الظن وتحول الى صفة ملازمة، فينبغي عدة مرضاً نفسياً وآفة اخلاقية .

وقد وصف الامام علي (ع) الشخص المبتلي بسوء الظن بالآخرين بأنه مريض وعليل وعد سوء الظن آفة التدين، وقال بشأن واحد من اضرار سوء الظن في مجال العلاقات الاجتماعية: (من غلب عليه سوء الظن لم يترك بينه وبين خليل صلحاً).

كما ذكر الامام علي (ع) في مواطن اخرى ان سوء الظن يفسد العبادة و يشل حركة الحياة ويؤدي الى ظهور الفساد والشر والضياع في العلاقات الاجتماعية.

ان سوء الظن مشكلة نفسية، وان بوادره كامنة في وجود الاشخاص، ولمعالجة هذه المشكلة وتغيير رؤية الانسان لأبناء جيله والاستفادة من مواهب الحياة بشكل طبيعي وأيجابي على الانسان ان يتقدم بوعي وتفكير وأيمان.

التهرب من المسؤولية

نشاهد في هؤلاء الاشخاص وعلى الخصوص الشباب منهم، ان سوء الظن يتجلى فيهم كذريعة للتهرب من المسؤولية، ولكي يخفوا نواقصهم الاخلاقية ويتهربوا من السعي وراء الاعمال الايجابية فإنهم يلقون باللائمة على غيرهم ويتهمون الاخرين بعدم الوفاء ويتهمون حتى أولياء امورهم بالعداوة وعدم الاخلاص لهم.

ومثل هذه التطورات في غاية الخطورة، وان الاستمرار عليها لا يحل لهم أية مشكلة، بل ستضاعف من مشاكلهم على مر الايام.

العلاج

فعلى هؤلاء الافراد ان يلتفتوا أولاً الى ما قاله الامام علي (ع) من انهم يفسدون عبادتهم، وثانياً انهم سوف لا يحصلون من المخلصين لهم الا على خيبة الامل وثالثاً انهم مع ابتلاءهم بهذا المرض سوف لا يبقى لهم سوى امل قليل بالنجاة.

ومن هنا تتجلى ضرورة تحطيم الغرور وبناء النفس من خلال العثور على العيوب والنواقص، والاستفادة من النقاط الايجابية لدى الاخرين.

وأما بشأن علاج هذا المرض النفسي فعلى الانسان ان يختلي بنفسه في وقت مناسب وفي جو هادىء يكون فيه مسيطراً على اعصابه، فيبدأ بطرح الاسئلة التالية على نفسه:

1) هل انا بريء من العيوب والنواقص؟

2) ألم يصدر مني خطأ تجاه الاخرين؟

3) هل ان جميع افعال من نسيء الظن بهم خاطئة؟

4) الا توجد في الشخص الذي نسىء الظن به نقطة ايجابية؟

وعلينا ان نعثر على اجوبة ترضى وجداننا وتقنعنا، وان قصة عيسى (ع) بهذا الشأن قابلة للتأمل، اذ يروي انه كان يمشي مع جمع من اصحابه فصادفوا جثة كلب ميت، واخذوا يتأففوا من رائحتها الكريهة، وسائر الجهات المقززة فيها، الا ان عيسى (ع) الذي كان يتمتع بروية ربانية، اخذ يطيل النظر في نقطة خاصة من الكلب وهو يقول : ما اجمل بياض اسنانه، فهلا ذكرتم هذه الصفة فيه؟

الرؤية الواقعية

تحدثنا عن اضرار (سوء الظن) ولكن من جهة اخرى نجد ان الاحاديث قد ذمت (حسن الظن) الذي يؤدي الى التصديق الساذج والانخداع بمظاهر التزوير والنفاق الذي يضر بالانسان مادياً ومعنوياً.

قال الامام موسى بن جعفر (ع): (اذا كان الجور اغلب من الحق، لم يحل لأحد ان يظن بأحد خيراً حتى يعرف ذلك منه).

فعليه ماذا ينبغي ان نفعل؟ فأن سوء الظن يعد معصية ومفسداً للدين والعبادة والعلاقات الاخلاقية والاجتماعية ويحول دون الرقي والكمال، وان حسن الظن في الظروف الحساسة يؤدي الى الانخداع والضياع بل و السقوط احياناً.

يبقى هنا طريق عقلاني ثالث اشترط فيه الامام علي (ع) الحزم والاحتياط.

اشترط الامام موسى بن جعفر (ع) ان يكون مصحوباً بالاختيار والمعرفة، وهو نعبر عنه بـ(الواقعية).

اذن كل من سوء الظن وحسن الظن المفرط غير مقبول، بل لا بد من النظر الى الامور بواقعية ووعي، فإن النظرة الواقعية صفة ايجابية مؤثرة وبناءة.

بيان تصحيح مسار الطائفة الشيعية انحراف هدفه خلف فتنة جديدة ما وراء البيان.. تجيير سلفي وشخصيات مريبة وفرقعات إعلامية ساذجة




شبكة النبأ:

************

يبدو ان اثارة الفتنة السنية الشيعية ليس مجرد صدفة، فبعد تصريحات القرضاوي التي اثارت جدلا واسعا، وازمة السيد محمد باقر الفالي في الكويت، بدأت ملامح ازمة جديدة تظهر في السعودية حيث اصدر بعض الاشخاص غير المعروفين على الساحة الشيعية بيانا دعوا فيه إلى تصحيح مسار الطائفة الشيعية في العالم العربي.

ويرى محللون ان هذا البيان قد بدفع من الحكومة السعودية التي تتحرك بشكل واسع في نطاق الدول العربية وخصوصا دول الخليج لضرب حصار على الشيعة وقمع حرياتهم خوفا من اختراق ايراني قد يؤدي الى التفاف الشيعة حول ايران في حال حدوث حرب امريكية ايرانية.

ويرى هؤلاء المحللون ان دفع الحكومة السعودية وبالضغط على الحكومات في دول الخليج لضرب حصار قوي على الشيعة لايخدم امن واستقرار دول المنطقة، بل سيزيد من التوترات والاضطرابات.

وفيما اعتبر البعض ان البيان هو محاولة لاستعارة أدوات سياسية وطائفية لصب الزيت على النار ومحاولة لدق الإسفين بين السنة والشيعة، انسحب بعض الموقعين على البيان حيث اعتبروا ان ما ورد فيه تقوم الجهات السلفية باستغلاله لضرب الشيعة وعقائدهم وبالتالي اثارة الفتنة.

ورفض رجال دين بارزين ما ورد في هذا البيان حيث انتقد السيد حسن النمر والشيخ محمد العمير ما وصفاه بالمنهج غير العلمي والاعتباطية التي ظهر بها بيان الكتاب الشيعة الذين دعوا الخميس إلى"تصحيح مسار الطائفة الشيعية في العالم العربي".

وقال السيد النمر في تصريحات لصحيفة الوطن السعودية أن البيان اتسم بالخلط والمنهج غير العلمي والانطلاق من مقدمات غير صحيحة وانطوائه على لغة متحاملة على مراجع الدين واستعارة أدوات سياسية وطائفية لصب الزيت على النار.

كما انتقد الشيخ محمد العمير ما وصفه بالاعتباطية والضوضاء الفكرية التي اتسمت بها انتقادات الموقعين ضد ولاية الفقيه ومسألة الخمس و"قذف" الصحابة ومشاركة رجال الدين في العمل السياسي.

ودعا العمير موقعي البيان إلى فتح حوار مع العلماء لوضع حد للخلافات والمساجلات على طاولة البحث العلمي "حتى لا تنشغل الساحة بضوضاء الأفكار بلا فائدة".

إلى ذلك برزت تصدعات جديدة وسط موقعي البيان مع تنصل كاتب وإعلان آخر عن مسئوليته عن مضمون البيان بحسب تصريحات أوردتها الصحيفة.

وفي حين أعلن الكاتب رائد قاسم مسؤوليته عن مضمون البيان الذي جاء في 18 بندا تناولت عددا من القضايا العقدية والفقهية وصف الكاتب جعفر البحراني البيان بالعمل المتعجل وغير المقبول.

وأعرب البحراني وهو أحد موقعي البيان المذكور عن أسفه إزاء الشكل النهائي الذي ظهر به البيان وانطوائه على ما وصفه بنقاط قشرية وغير موجودة في الواقع الشيعي والإسلامي بشكل عام مثل "الرق".

وحول استخدامه تعبير "قذف بعض الصحابة" ضمن الاتهامات التي وجهها للشيعة اعترف رائد قاسم بأنه تعبير "غير دقيق".

إلى ذلك جدّد الكاتب علي شعبان وهو من بين الموقعين قوله بأن الصيغة التي صدر بها البيان لا تمثّل رأيه وإنه سبق أن تحفّظ على بعض تعبيراتها.

مستغربا زجّ اسمه زجا في حين إنه لم يوقع ولم يوافق على الصيغة على حد قوله. وأكد رائد قاسم انسحاب الكاتب علي شعبان من التوقيع قبل بث البيان وأنه يتفهم تحفظاته ويحترمها.

وفي تطور لاحق نفى ناشط آخر من الذين وردت أسماؤهم في البيان توقيعه أو موافقته على مضمون البيان الذي وصفه بالمشبوه.

وفي رسالة الكترونية بعثها لشبكة راصد الاخبارية قال علي إبراهيم الرمضان "اطلعت على ما تناولته بعض الوسائل الإعلامية مؤخراً من بيان أمضته عدد (11) شخصية مريبة «..». وأدرج اسمي ضمن الأسماء الموقعة كذبا وزورا".

مضيفا القول "أنني مازلت ثابتا على المذهب الشيعي الإمامي الإثنا عشري، وأؤمن بالله رباً، وبمحمد صلى الله عليه وآله نبياً، وبالأئمة المعصومين الاثنا عشر سادة وقادة، كنت ومازلت أتولاهم، وسأموت على ولايتهم والبراءة من أعدائهم. كما وأنني ملتزم بالفقه الجعفري وفقاً لفتاوى مرجعي في التقليد".

وحول موقفه من البيان أوضح الرمضان "أنني ضد معالجة القضايا الحساسة بهكذا فرقعات إعلامية ساذجة الطرح والتناول. كما ان إقحام إسمي دون إذني وعلمي يفقد هذا البيان مصداقيته، والمشتكى لله ضد من أقحمني فيه".

هذا ولم تمضي ساعات على تنصل الرمضان من تأييد البيان حتى أعلن الكاتب نذير الماجد الموقف نفسه مبررا موقفه الجديد بأن البيان "بات عرضة لتأويلات ظلامية حاقدة" على حد وصفه.

وانتقد الماجد في مقالة نشرها عبر شبكة راصد الاخبارية ما وصفه بالتجيير السلفي "الواضح جدا" للبيان وهو ما جعل منه مجرد انتقال من أدلجة إلى أدلجة أخرى وهذا ما لم يكن في الحسبان على حد تعبيره.

ومع موقف الماجد أصبح أكثر من نصف الكتاب السعوديين السبعة الموقعين على البيان الذي انتشر على نطاق واسع قد أخلوا مسئوليتهم على نحو أو آخر عن مضمون الدعوة التي زعمت تصحيح مسار الطائفة الشيعية في العالم العربي.

هذا وكان أصدر كتاب أغلبهم سعوديون يوم الخميس بيانا دعوا فيه إلى "تصحيح مسار الطائفة الشيعية في الوطن العربي" ، البيان الذي وقع عليه 11 كاتبا بينهم سبعة سعوديون حمّل الطائفة الشيعية مسئولية ما وصفها بالصراعات المذهبية والمناوشات "التي لا تنقضي" مع الطائفة السنية.

وقال الموقعون أنهم توصلوا إلى قناعة "برفض الكثير من المعتقدات والأحكام الشرعية التي ننظر لها كعائق حقيقي أمام شيوع وتجسد قيم المحبة والتسامح مع إخوتنا من أبناء المذاهب الإسلامية والأديان الأخرى".

واشاروا إلى أن البيان "يصب في تحرير الإسلام الشيعي من الهيمنة والاستبداد والقضاء على كافة معوقات انسجام الشيعة مع أوطانهم وإخوتهم في الدين والوطن والأمة والإنسانية".

وتناول البيان 19 مادة تدعو لمراجعات فكرية وعقيدية وسياسية تتعلق بأركان أساسية في المذهب الشيعي.

ومن ذلك رفض القبول بمسألة عصمة الأئمة الإثني عشر، التقليد المرجعي، النيابة عن الإمام المعصوم، اعطاء الخمس لرجال الدين، التمييز بين السادة والعامة، قذف الخلفاء الثلاثة، ممارسة التطبير وضرب الصدور ضمن مراسم عاشوراء، رفض نظرية الولاية العامة للفقهاء وولاية الفقيه".

البيان يرفض تدخل رجال الدين في شئون الحياةوكان من أبرز الموقعين الذين وصفوا أنفسهم بـ "أبناء الشيعة من الجيل الجديد" الكاتب العراقي المثير للجدل أحمد الكاتب.

واعتبر الكاتب في تصريحات صحفية إن البيان يمثل الفكر السياسي الشيعي المعاصر الذي تتبناه شريحة كبيرة من المثقفين الشيعة في اتجاه الديمقراطية.

وبرز من بين الموقعين السعوديين عدد من الكتاب الجدد ومنهم رائد قاسم، علي جابر سلامة، نذير الماجد، جعفر البحراني، علي شعبان، بلال الحسن وعلي إبراهيم الرمضان.

وعلق مثقف شيعي بارز تحفظ عن ذكر اسمه بالقول أن ورود اسم أحمد الكاتب في البيان من شأنه تقويض أي امكانية تأثير للبيان كونه لم يأت بجديد يختلف عن أفكار الكاتب التي يروجها منذ سنوات.

وحول الموقعين الآخرين زعم هذا المثقف أن لديه معلومات تفيد أن هؤلاء هم أنفسهم الموقعون بأسماء وهمية على "بيان الخُمس" الذي صدر قبل أسابيع وذهب أدراج الرياح على حد وصفه.

موضحا بأن مجموعة الموقعين السعوديين "بعضهم من الشبان المندفعين حديثي الكتابة ولم يعرفوا بانتمائهم للوسط الفكري الرصين ولذلك ستقابل دعواتهم غالبا بآذان صماء في الأوساط الاجتماعية المحلية المحافظة".

ووصف رجل الدين الشيعي السعودي الشيخ عبد الله اليوسف في تصريح لشبكة "إسلام أون لاين.نت" البيان بأنه مجرد "فقاعة إعلامية، معتبراً أن "صيغة البيان تفتقد للمنهج العلمي الرصين".

وأضاف اليوسف "صيغة البيان لا تخدم الأهداف التي عنون بها، خصوصاً أن بعض المسائل فقهية تحتاج إلى تأصيل واستدلالات شرعية عميقة". وأشار إلى أن "مجموعة المراجعات ينبغي أن يقودها الفقهاء والعلماء لا المثقفون، فهم بعيدون تماماً عن تخصص الفقه".

وقال اليوسف: إن "البيان لم يلاق ترحيباً من أصحاب الشأن (المرجعيات الدينية والعلماء والمفكرين)، خاصة أنه يعالج مسائل مهمة في الفقه الشيعي، ومثل هذه الأمور تحتاج إلى مناقشات هادئة بعيدة عن صيغ البيانات أو وسائل الإعلام.

بدوره اعتبر رجل الدين الشيعي السيد حسن النمر أن البيان حمل "لغة التحامل على الفقهاء ومراجع الدين كما لو أنهم سبب كل تخلف في الطائفة".

واتهم الموقعين على البيان بـ"محاولة استعارة أدوات سياسية وطائفية لصب الزيت على النار، وذلك من خلال الإشارة إلى مسألة ولاية الفقيه، بكل ما علق بها من تشوهات".

وأضاف أن "جميع طوائف المسلمين تقول بولاية الفقيه الذي هو القاضي حينا، وهو المفتي حينا آخر، وليست ولاية الفقيه شيئا غير ذلك".

وأشار إلى أن "الشيعة لا يؤمنون بتطبيقها في كل مكان وزمان، فهاهم الأكثرية الشيعية في العراق، والطائفة النافذة في لبنان، لم تسع إلى تطبيقها".

كما اتهم البيان بمحاولة "دق الإسفين بين السنة والشيعة، أو تسويق البيان وحماية موقعيه من الأذى، بالإشارة إلى النيل من الصحابة بل قذفهم، في كذب واضح وجهل بأحكام الشريعة لا يخفى".

كذلك اعتبر الشيخ محمد عمير، المعروف بنشاطه الثقافي والاجتماعي في محافظة القطيف، أن البيان انتقد ولاية الفقيه "انتقادا اعتباطيا لم يأخذ في اعتباره اختلاف الفقهاء الشيعة فيها، شأنها شأن أية مسألة فقهية أخرى، تدخل في باب الاجتهاد العلمي".

وفيما يخص التقليد الفقهي استغرب الشيخ عمير "أن يتم تصوير الفقهاء وكأنهم ضد الإصلاح، وهناك فرق بين أن نرفض الممارسات الخاطئة وبين أن نرفض الفقهاء والمراجع، إذ لا يجوز لإنسان أن يتعبد إلا من خلال الاشتغال بالفقه أو الرجوع إلى فقيه جامع للشرائط.. وليس ذنب الفقهاء أن يُخطئ بعض المقلدين في بعض التطبيقات الفقهية".

وفيما يخص ما ذكره البيان حول "قذف" بعض الصحابة رفض الشيخ عمير تعبير "قذف"، معتبرا أنه "تعبير مشوه ويحمل دلالة غير واقعية في مسألة الخلاف الشيعي السني".

وأوضح أن "مشكلة سب صحابة النبي صلى الله عليه وسلم محسومة من الناحية الفقهية، ففقهاء الشيعة المجتهدون يحرمون تحريما صريحا سب الناس العاديين؛ فكيف بسب الصحابة الذين رفعوا راية الإسلام".

وعن مشكلة الخمس التي أشار إليها البيان قال الشيخ عمير: إن "الخمس جزء من فروع الدين لدى فقهاء الشيعة، وإذا كان هناك بعض التطبيقات الخاطئة في استعماله فذلك لا يُفضي إلى الامتناع عن تسليمه للفقهاء العدول إبراء للذمة".

وقد زود السيد حسن النمر"الوطن" السعودية بما أسماه ملاحظات أولية على بيان المثقفين الشيعة.

وقال السيد النمر "هذه ملاحظات أولية على بيان من سموا أنفسهم بـ (المثقفين الشيعة) لتصحيح مسار الطائفة في الوطن العربي، مع أن بعض ملاحظاتهم ليست خاصة بالشيعة وإنما هي تنال التسنن كما التشيع، كما أن بعضها الآخر يستدعي تحليلاً واسعاً ودراسة مسهبةً لكشف وجوه الخلل في مقارباتهم، ولكن لا يسقط الميسور بالمعسور:

1 - أن المنهج الذي اعتمدوه في تسجيل ملاحظاتهم ليس علمياًّ، لأن فيه خلطاً واضحاً بين المسائل، فالمعارف العقدية تعالج بطريقة تختلف عن المسائل الفقهية. كما هو معلوم عند أهل الاختصاص، وذلك ناشئ من أن موقعي البيان ليسوا ذوي معرفة عميقة بالمعارف الدينية، كما يتجلى ذلك في بعض ما أوردوه من شواهد، من قبيل:

أ - اعتراضهم على إعفاء السادة (بني هاشم) من دفع الزكوات والصدقات. وهذا ما لم يقله فقيه من الشيعة أو السنة. فالأغنياء منهم حالهم في وجوب الزكاة حال غيرهم.

ب - تأكيدهم على إعلان رفضهم لبعض المعتقدات والأحكام الشرعية. وهذا أيضاً لا يتفوه به من له أدنى معرفة بالإسلام، لأن معارف الدين لا تدخل ضمن دائرة (ما نقبل وما لا نقبل)، فـ{من لم يحكم بما أنـزل الله فأولئك هم الكافرون... الظالمون... الفاسقون}.

2 - الخلط الواضح بين الدواعي الفكرية في الرفض والدواعي الاجتماعية، وهذا التأرجح في ملاكات القبول والرفض يدل على أنهم يقفون على أرضية مهتزة. {والحق أحق أن يتبع}. وقد أشاروا إلى بعض الأحكام الشرعية على أساس أنها على خلاف الكرامة الإنسانية ومثلوا لذلك بأحكام الرق والجهاد الابتدائي.

3 - انطلاقهم من مقدمات غير صحيحة كالحكم على نشاطات الطائفة في منطقة الخليج تحديداً بالقضايا الطائفية والصراعات المذهبية، كما لو أنهم من ابتدأ ذلك، دون الإشارة إلى أن بعضهم لو اشتغل به فهو من ردود الأفعال إثر التكفير والتفسيق.

وكذلك الإشارة إلى أن العلوم الدينية غير مقدسة وأنها في معرض الخطأ والصواب، وكأن الشيعة لا يقولون بذلك مع أنهم أصحاب الاجتهاد والتجدد.

4 - لغة التحامل على الفقهاء ومراجع الدين كما لو أنهم سبب كل تخلف في الطائفة، مع أن الجميع يعلم بأن الشيعة أقلية أولاً ومحكومة ثانياً، فكيف تكون عاملاً من عوامل التخلف العربي فضلاً عن أن تكون سببا له.

5 - محاولة استعارة أدوات سياسية وطائفية لصب الزيت على النار وذلك من خلال الإشارة إلى:

أ - مسألة ولاية الفقيه، بكل ما علق بها من تشوهات، وبعد أن عمل الإعلام غير المسؤول على جعلها مادة للتعيير، مع أن جميع طوائف المسلمين تقول بولاية الفقيه الذي هو القاضي حيناً، وهو المفتي حيناً آخر. وليست ولاية الفقيه شيئاً غير ذلك. مع أن الشيعة لا يؤمنون بتطبيقها في كل مكان وزمان، فهاهم الأكثرية الشيعية في العراق، والطائفة النافذة في لبنان لم تسع إلى تطبيقها على أرض الواقع.

ب - مسألة الأخماس، وتصويرها بمثابة أموال قارون بين يدي المراجع يصرفونها دون إحساس بالمسؤولية، مع أن الجميع يعلم أن الحقوق الشرعية لا تصرف إلا على سبل الخير وفي مقدمتها الفقراء وذوو العوز.

أما حكاية تشكيل اللجان فهي أقرب إلى النكتة منها إلى الاقتراح الجدي، لأن عالمنا العربي لا يسمح لغير الأطر الرسمية بالعمل.

جـ - محاولة دق الإسفين بين السنة والشيعة، أو تسويق البيان وحماية موقعيه من الأذى، بالإشارة إلى النيل من الصحابة بل قذفهم، في كذب واضح وجهل بأحكام الشريعة لا يخفى.

6 - التنكر لما يعد ضرورة مذهبية شيعية، أعني إمامة أهل البيت وتقدمهم على من عداهم، عبر إنكار حجية أقوالهم. وهذا أيضاً ينم عن جهلهم بأصول التشيع. مع السعي إلى الوقيعة بين أتباع المذاهب بالإلماح إلى أن الشيعة يقولون بصواب آرائهم دون آراء الآخرين. ولا أدري هل يقول غير الشيعة بمثل ذلك أو بخلافه؟!

7 - من المضحك المبكي قولهم إن الإسلام دين يفهمه الجميع في إشارة إلى إمكانية الاستغناء عن علماء الدين. وهي دعوة ساذجة لا يقبلها أصحاب الحرف التخصصية المتواضعة فكيف بدين هو خاتم الديانات ومعارفه أسمى المعارف، أم إن ذلك مقدمة لتمييع أحكام الشريعة كما يشير إليه قولهم "نعتقد بأن الإسلام دين يفهمه كل الناس حسب سعتهم، وأن ما يدعو إليه الإسلام كدين هو ما تدعو إليه كافة النظم والقوانين والتشريعات الإنسانية".

ليقولوا بعد ذلك "ندعو أبناء الشيعة إلى مراجعة ممارستهم لبعض الشعائر الدينية التي يمارسونها كل [بذريعة أنها] لا تجلب سوى تنفير المسلمين وغير المسلمين من الإسلام والتشيع، وإنها ممارسات لم يكتبها الله علينا ولم ترد في كتاب ولا سنة". بعد أن جعلوا الحكم في قبول ما جاء في الكتاب والسنة هو فهم جميع الناس وما يقبلونه. فهل نتخلى عن رمي الجمار لأن الناس يستهجنونه؟!

على صعيد آخر تحفظ الشيخ محمد عمير المعروف بنشاطه الثقافي والاجتماعي في محافظة القطيف على كثير من تعبيرات ومداليل البيان، وقال لـ "الوطن" إن البيان انتقد ولاية الفقيه انتقاداً اعتباطياً لم يأخذ في اعتباره اختلاف الفقهاء الشيعة فيها، شأنها شأن أية مسألة فقهية أخرى، تدخل في باب الاجتهاد العلمي.

وفيما يخصّ التقليد الفقهي استغرب الشيخ عمير من أن يُصور الفقهاء وكأنهم ضدّ الإصلاح، مشيراً إلى أن هناك فرقاً بين أن نرفض الممارسات الخاطئة وبين أن نرفض الفقهاء والمراجع، إذ لا يجوز لإنسان أن يتعبّد إلا من خلال الاشتغال بالفقه أو الرجوع إلى فقيه جامع للشرائط.

وأضاف ليس ذنب الفقهاء أن يُخطئ بعض المقلدين، في بعض التطبيقات الفقهية. وفيما يخصّ ما ذكره البيان حول "قذف" بعض الصحابة؛ رفض الشيخ عمير تعبير "قذف"، موضحاً أنه تعبير مشوّه ويحمل دلالة غير واقعية في مسألة الخلاف الشيعي السني، وأوضح أن مشكلة سب صحابة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم محسومة من الناحية الفقهية؛ وقال إن فقهاء الشيعة المجتهدين يحرّمون تحريماً صريحاً سب الناس العاديين؛ فكيف بسب الصحابة الذين رفعوا راية الإسلام.

وعن مشكلة الخمس التي أشار إليها البيان قال الشيخ محمد عمير: إن الخمس جزء من فروع الدين لدى فقهاء الشيعة، وإذا كان هناك بعض التطبيقات الخاطئة في استعمال الخمس؛ فإن ذلك لا يُفضي إلى الامتناع عن تسليمه للفقهاء العدول إبراءً للذمة.

وقال الشيخ عمير إنه اشتمل على عدة أفكار من حقول علمية شتى، لسنا بصدد مناقشتها في بيان مشابه، إذ الدعوى لا تُنقض بمثلها بل بفتح طاولة حوار بين المتخصصين، فإذا كانوا يستنكرون دخول الفقهاء في المجال السياسي بعلة أنه ليس تخصصاً لهم؛ فكيف وصلوا إلى هذه النتائج بالرغم من أنه لم يُعرف نفسه بالفقيه. لذا فإني أدعوهم إلى فتح الحوار مع جملة من العلماء حتى تنتهي الخلافات العلمية على طاول البحث العلمي للمساجلات، حتى لا تنشغل الساحة بضوضاء الأفكار بلا فائدة.