السبت، نوفمبر 29، 2008

إحياء ذكرى شهادة مولانا الإمام الجواد صلوات الله عليه في بيت سماحة المرجع السيد الشيرازي دام ظله



بمناسبة ذكرى استشهاد تاسع أئمة الهدى الميامين الأطهار، مولانا أبي جعفر الثاني، الإمام محمد الجواد صلوات الله عليه، أقيمت مجالس العزاء في بيت المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله بمدينة قم المقدسة، صباح اليوم السبت الموافق للثلاثين من شهر ذي القعدة الحرام 1429 للهجرة، حضرها العلماء، والفضلاء، وطلاب الحوزة العلمية، وعامة المؤمنين والمحبّين لآل الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وآله.
ارتقى المنبر في هذه المجالس الخطباء الأفاضل: السيد فتاحي، والسيد رضا المدرّسي، والشيخ حسين الطهراني دام عزّهم، وتطرقوا في أحاديثهم إلى ذكر جوانب من سيرة مولانا الإمام محمد التقي ومناقبه ومكارم أخلاقه وعلو شأنه، وما لاقاه صلوات الله عليه من الأذى والظلم وهو في ريعان شبابه من العباسيين لعنة الله عليهم. وكان مما ذكره الخطباء في أحاديثهم:
• روي أن المأمون لعنة الله عليه كان في مجلس وعنده الإمام الجواد صلوات الله عليه ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول يا ابن رسول الله في الخبر الذي روي أنه نزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا محمد إن الله عزّ وجلّ يقرئك السلام ويقول لك سل أبا بكر هل هو عني راض! فإني عنه راض! فقال الإمام: لست بمنكر فضل أبي بكر ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وآله في حجّة الوداع: قد كثرت عليّ الكذّابة وستكثر بعدي، فمن كذّب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار، فإذا أتاكم الحديث عنّي فاعرضوه على كتاب الله وسنّتي، فما وافق كتاب الله وسنّتي فخذوا به وما خالف كتاب الله وسنّتي فلا تأخذوا به، و ليس يوافق هذا الخبر كتاب الله. قال الله تعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» فالله عزّ وجلّ خفي عليه رضاء أبي بكر من سخطه حتى سأل عن مكنون سره؟ هذا مستحيل في العقول.
وقال يحيى: وقد روي أيضاً أنهما سيدا كهول أهل الجنة، فما تقول فيه؟ فقال الإمام صلوات الله عليه: وهذا الخبر محال أيضاً لأن أهل الجنة كلهم يكونون شباناً ولا يكون فيهم كهل، وهذا الخبر وضعه بنو أمية لمضادة الخبر الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وآله في الحسن والحسين سلام الله عليهما بأنهما سيدا شباب أهل الجنة(1) .
• الشهادة أمر عظيم.. وتعني قتل الجسد وزهق الروح في سبيل القدس والحق.. وهل هناك قدسية وحق كوجه الحق تعالى، فلذلك كان فوق كل برٍ برٌّ حتى يقتل الرجل في سبيل الله.. فليس فوق هذا البر بر.. والأئمة الطاهرون من آل البيت الطاهر المطهر.. هم الشهداء والأشهاد على هذه الأمة.. لأنه ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم.. والإمام التاسع من أئمة أهل البيت الإمام الجواد صلوات الله عليه قضى نحبه وانتقل إلى ربّه عام 220 للهجرة المباركة وهو في ريعان الشباب وقمة العطاء.. لأنه لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره الشريف.. وسبب ذلك هو حقد المعتصم العباسي لعنة الله عليه تجاه الإمام سلام الله عليه. فقد أمر المعتصم العباسي أحد وزرائه أن يدعو الإمام إلى منزله ويدس إليه السم.. وكذلك فعل وبئس ما فعل عليه اللعنة. وانتقل الإمام بأبي هو وأمّي إلى الرفيق الإعلى راضياً مرضياً طاهراً مطهراً.. مسموماً مظلوماً مقتولاً شهيداً.. وجهّز ودفن إلى جوار جدّه الإمام موسى بن جعفر صلوات الله عليهما في ضاحية بغداد المسماة بالكاظمية.. روحي له الفداء من أرض ما أطهرها.. والسلام على من دفن فيها..
1) الاحتجاج للطبرسي/ ج2/ احتجاج أبي جعفر محمد بن علي الثاني صلوات الله عليهما/ ص 446.












الخميس، نوفمبر 27، 2008

على الرمح - أبيات لعبد الزهراء المصري


على الرمح شالوا رأسك ياحسين
أرادوا محو أسمك بغضاً في أمير المؤمنين
لكن أسمك ينطقه الطفل الجنين
يصرخ في بطن أمه آه ياحسين
يخرج للحياة مطبراً رأسه مهرقاً دمه فداءً للحسين
ينعى بالمواكب لاطماً باكياً في مصيبتنا بآل البيت الطاهرين
هذا موالي بحزب الله المؤمنين
لم يوالي برهة عدواً للحسين
فاسداً كان أو ظالماً من الظالمين
هل أنا حقاً موالياً سيدي أم انني هالكاً مع الهالكين
أقسمت عليك سيدي أن تشفع لنا عند رب العالمين
بقبول توبتي والمغفرة من أرحم الراحمين

الثلاثاء، نوفمبر 18، 2008

المسؤولية الأخلاقية بين الحاكم والمحكوم للكاتب عدنان الصالحي

يعتقد البعض بان وصول المسئول إلى موقع القيادة يجعله في مأمن من جميع المسائلات القانونية والشعبية، وهذا بحد ذاته ناتج عن إفراز قديم مستوحى من أسلوب التعامل الدكتاتوري مع السلطة على أساس أن كل من في الحكومة الحاكمة يتمتع بحصانة تبيح له فعل كل شيء وتحميه من الآثار السلبية المترتبة لخرقه القوانين.

هذا التصور قد يكون غير دقيق إلى حد كبير؛ فالمنتمي إلى سلم الحكومة وحسب أي تخصص أو أي تسلسل يكون محكوما بقوانين ونظم إدارية عالمية وليست محلية فقط ولكنها تختلف في آليات وشدة العمل بها من دولة إلى أخرى، والنتيجة النهائية فان المسئول والمتصدي للعمل السياسي في أي بلد له من الحقوق ما يضمن سلامته الشخصية والمعنوية، ومن الصلاحيات ما تخوله ممارسة عمله.. ولكن بنفس الوقت هناك قوانين وواجبات تحاسبه وتتابعه في حالة الإخفاق المتعمد أو غير المتعمد وكلاً حسب قوانينه وطبيعته.

ومن هذا الإيضاح العام لطبيعة التعامل مع المسؤول على مساحات عمله، نعرج على التعامل مع الطبيعة الجديدة للحكم في العراق، وبالخصوص مع الحكومات المحلية وكيفية التعامل معها.

لعل التغيير السياسي في نمط الحكم في العراق لم يُفهم بصورة جيدة لحد الآن من قبل الكثير من القواعد الشعبية وحتى من كثير ممن هم داخل الجهاز الحاكم في الدولة بشقيه التشريعي والإداري، وهذا قد يكون ناتج من أسباب عدّة أولها وأهمها الحقب الطويلة من التعامل مع نمط واحد من الحكم الشمولي و الطبيعة الدكتاتورية والسلطة العسكرية والمَعسكرة.

فعلى هذا الأساس لم يعتبر الشعب نفسه لحد الآن سوى مقود من قبل قيادات هي الأس الأعلى في العمل ويجب (وحسب فهم البعض) أن تكون هي صاحبة اليد الطولى في أخذ الدور الكامل في بناء البلد، وهذا بطبيعة الحال خطأ فادح وكبير لابد من الانتباه له ووضع اليد عليه، لان (تأليه القادة) وتعظيم من لا يستحق ذلك قد يخلق نظاما جديدا قائما على أسس غير منطقية.

إن من تم انتخابه هو نتاج لأراء من يمثلهم وعليه يجب أن يكون بمرتبة العمل تحت وصايتهم وتمثيلهم التمثيل الصحيح الواقعي.

ومن هنا يبدأ الفعل الحقيقي في تغيير نمطية وأسلوب الحكم أي أن من ينُتخب من قبل القاعدة الجماهيرية تكون مسؤوليته الأخلاقية والقانونية اكبر بكثير ممن يكون التعيين الإداري هو أسلوب عمله وهذه حقيقة منطقية غير قابلة للتصحيح؛ لان الذي ينُتخب ولاسيما عندما يكون على أساس النزاهة والكفاءة يجب أن يحمل ثوابت المتابعة الداخلية من الذات قبل أن تكون المحاسبة القانونية هي الرادع الأول له.

ان المواطن المسؤول عن إيصال ذلك الشخص إلى مركز القرار يجب أن تكون المتابعة له صفة ملازمة ومسؤولية مستمرة عبر الاستناد الى عنصر الثقافة الواسعة لفهم طبيعة النظام التعددي لكلا الجانبين الحاكم والمحكوم لنصل إلى مستوى متقدم من اتصال القاعدة الجماهيرية بالجهات الإدارية والحكومات المحلية بحيث يكون العمل اليومي صفة ملازمة لكلا الجانبين المراقب والعامل.

وهنا يمكن إن يكون النقد البناء من اهم الحلقات اليومية من المواطن إلى المسؤول المباشر وكذا يكون الرد بأسرع وقت، وهذا ما يعزز الثقة بين الاتجاهين ويقوض حلقة الاتهامات المفرغة والتصيد فيها، وعندما نستشعر جميعا بمسؤولية المتابعة والرقابة مواطنين ومسئولين، نكون قد بدأنا بناءا صحيحا وما علينا سوى انتظار قطف الثمار.

* مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث

الرئيس الأسود في البيت الأبيض للكاتب أحمد جويد

لأول مرة في تأريخ البيت الأبيض يصل رجل أسود من أصول إفريقية إلى سدة الحكم، وبتحقيقه لهذا الانجاز فقد حقق انتصارين في آن واحد:الأول؛ هو الانتصار الذي حققه على النائبة الديمقراطية والسيدة الأولى للبيت الأبيض في وقت الرئيس كلنتون ولولايتين متتاليتين رغم كونها منافسة قوية استطاعت أن تستميل أعدادا كبيرة من النساء إلى جانبها بسبب عدم وصول أي امرأة إلى البيت الأبيض في تأريخ الولايات المتحدة، والثاني؛ هو الانتصار الذي حققه على محارب قديم في صفوف الجمهوريين أعترف بهزيمته أمامه.

ويبدو أن نتاج هوليود أتى أٌكلَهٌ حينما صورت الرئيس الأمريكي الأسود وهو يواجه جملة من المشاكل تتعرض لها الولايات المتحدة أما بغزو خارجي أو كوارث طبيعية أو بتعرضها لغزو من الفضاء بعدها تستطيع الولايات المتحدة الخروج من أزمتها لتنشر السلام في الأرض بحسب (هوليود).

ويبدو أيضاً أن الرجل الأسود الأول الذي تم اختياره للوصول إلى البيت الأبيض تنتظره جملة من التحديات الخارجية والداخلية لا تقل شأناً عن غزو الفضاء للأرض كما صوره صناع السينما، ومن جملة التحديات الخارجية، التواجد العسكري الضخم للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان والملف النووي الإيراني والدرع الصاروخي في أوربا الشرقية بالإضافة إلى عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط والحفاظ على أمن إسرائيل، فجميع الملفات بقيت مفتوحة ومعقدة أمام رئيس يواجه أزمة اقتصادية كبيرة في الداخل، وجملة من الإصلاحات التي وعد بها خلال حملته الانتخابية داخل المجتمع الأمريكي والمرتبطة بتوسيع الحماية الصحية والنظام الضريبي وغيرها من الأمور الاقتصادية والاجتماعية الأخرى.

اليوم يتطلع الشعب الأمريكي إلى التغيير الذي وعد به أوباما، وتتطلع دول العالم وبالخصوص العربية والإسلامية منها إلى سياسة أمريكية مختلفة عما كانت عليه في ولايتي بوش الرئاسيتين، وكما يعبر رجال السياسة أنه ليس لدى أحد من السياسيين عصا سحرية يستطيع من خلالها قلب مجريات الأمور وتغيرها من الحالة السيئة إلى جيدة، فهل يستطيع أوباما من خلال إثقال كاهل الأغنياء وأصحاب الشركات بالضرائب من أجل النهوض بالواقع الاقتصادي المتردي؟

وهل يقوم أوباما بسحب جميع القوات من العراق وأفغانستان باعتبار إن تواجدها هناك أثقل كاهل الميزانية الأمريكية خلال السنوات الثمانية الماضية من ولايتي الرئيس بوش؟

ولنبدأ أولاً من التواجد العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان، كون حملة أوباما الدعائية بنيت خارجياً على سحب القوات الأمريكية من العراق، وهنا يأتي السؤال حول توقيع الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية بعيدة الأمد ومدى التزام إدارة أوباما بالالتزامات التي توقعها الإدارة الجمهورية مع الحكومة العراقية الحالية؟

وبذلك نعتقد أن أوباما سوف يتعاطى مع الملف العراقي بإيجابية، ولكن ليس على حساب أرواح الجنود الأمريكان أو ميزانية الولايات المتحدة التي تواجه تحديات كبيرة، وبإيمانه بضرورة التحاور مع الطرف الإيراني بخصوص جميع الملفات ومن ضمنها الملف العراقي وضبط الحدود مع العراق والعمل على الحد من الأعمال الإرهابية وتسلل الإرهابيين إلى العراق، وباستجابة الطرف الإيراني إلى مبادرات أوباما وعروضه المستقبلية سوف يكون للإدارة الأمريكية القادمة جانب يعتد به من الايجابية في العمل على استقرار العراق ومنحه السيادة الكاملة بعد تقديمه الضمانات الكافية على جدولة انسحاب القوات الأمريكية من العراق التي وعد بها من خلال حملته الانتخابية.

أما بالنسبة إلى التحدي الداخلي والتغيير الذي ينشده أوباما في الإصلاحات الاقتصادية، فلا نعتقد انه سيمضي بمشروعه الضريبي بقوة كما وعد ناخبيه بسبب الهزة المالية التي ضربت جميع أصحاب رؤوس الأموال، وكون الاقتصاد الأمريكي الحالي لا يتحمل المزيد من الضرائب التي تفرض على المستثمرين بعد الأزمة المالية الأخيرة التي بدأت بالولايات المتحدة لتشمل العالم الرأسمالي بأسره.

وكل ما يحمله مجيء أوباما إلى سدة الحكم في الأوساط الداخلية والخارجية من تفاءل أو تشاؤم، يبقى الترقب نحو البيت الأبيض مطلع السنة القادمة وما يسفر عنه من قرارات، هل ستكون بلون البيت أم بلون الرئيس؟

* مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث

الأربعاء، نوفمبر 12، 2008

ناشط حقوقي يصف التيار الديني السعودي المتشدد بالسرطان محملا اياه مسئولية إشعال فتيل الإرهاب


وكالات : إباء


في كلمة له بمناسبة حصوله على جائزة المدافعين عن حقوق الإنسان لعام 2008 التي تمنحها منظمة هيومان رايتس ووتش ،وصف المحامي والناشط الحقوقي السعودي البارز عبد الرحمن اللاحم التيار الديني المتشدد في السعودية بالمد السرطاني الخطر محملا اياه مسئولية "إشعال فتيل الإرهاب المسلح" في المملكة والعالم.

وقال اللاحم "أن مواجهة موجات التكفير والتشدد الديني واجب إنساني لكل من يعتنق شرعة حقوق الإنسان".

ونظرا لدواعي منع السفر الذي تفرضه عليه السلطات السعودية القت كلمة اللاحم بالنيابة الناشطة الحقوقية البارزة فوزية العيوني أمام احتفاليات منظمة هيومن رايتس ووتش السنوية يوم الإثنين.

وإتهم اللاحم في كلمته التيار الديني المتشدد بالانحراف وتشويه سمعة البلاد عبر فتاوى القتل ومصادرة الحرية وتكميم الأفواه وشيوع فتاوى التكفير لإرهاب الناس وإسكاتهم ومصادرة حقهم في التعبير عن أنفسهم.

محملا هذا التيار مسئولية أشعال فتيل الإرهاب المسلح "التي لا زالت تأن منه بلادي و تصطلي بناره بقية شعوب هذا الأرض".

ووصف اللاحم التيار الديني المتشدد بـ"المد السرطاني الخطر الذي عطل التنمية وشرعن للاستبداد" مرحبا بما وصفها بالأقلام الحرة في السعودية وبلدان العالم التي وقفت في جه هذا التيار بشجاعة دعما لحقوق الإنسان.

واعرب عن اعتقاده بأن مواجهة موجات التكفير والتشدد الديني واجب إنساني لكل من يعتنق شرعة حقوق الإنسان "لأن فيه مساساً بحق الإنسان بالحياة وحرية المعتقد وحرية الرأي والتعبير".

وحول النظام القضائي السعودي قال اللاحم بأن المملكة تشهد "ربيعاً تشريعيا في ظل سن العديد من الأنظمة غير التقليدية التي لها مساس مباشر بحقوق الإنسان".

وضرب مثلا على ذلك بالأنظمة القضائية الجديدة "التي أعادت هيكلة المؤسسات القضائية في السعودية وعززت من استقلال القضاء".

وأعلن في ختام كلمته عن مواصلته تقديم المعونة القانونية والقضائية المجانية لغير القادرين على دفع تكاليف المعونة القانونية ضمن قضايا حقوق الإنسان.
متمنيا على زملاءه المحامين المبادرة لمساعدة ضحايا الانتهاكات وتقديم الخدمات القانونية والقضائية لهم بشكل مهني ومحترف.

سماحة السيدحسن نصر الله دام عزه : الاذرع الاسرائيلية ان مدت للبنان ستقطع


سماحة السيد حسن نصر الله دام عزه ... الاذرع الاسرائيلية ان مدت للبنان ستقطع


إباء

اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الفشل الاسرائيلي في حرب تموز وخاصة على صعيد التنسيق بين الاذرع المختلفة في وحدات الجيش الاسرائيلي دفع العدو ومنذ ذلك الحين للقيام بعمل دؤوب وجاد ومناورات مستمرة واخرها عملية "تشابك الأذرع"، السيد نصرالله الذي كان يتحدث امام حشود شعبية وشخصيات سياسية في مراسم احياء يوم الشهيد التي اقيمت في مجمع سيد الشهداء في منطقة الرويس بضاحية بيروت الجنوبية اكدانه وبعيداً عن الجدل والسجال وكل المناخ السائد في لبنان هناك رجال يعملون في الليل والنهار ليكون لبنان الاقوى والأقدر وكلمته هي الاعلى، وان في لبنان اليوم مقاومة هي الأقوى والأقدر من أي زمن مضى، وإن الأذرع الإسرائيلية إذا امتدت الى لبنان ستقطع كما قطعت أقدام الإسرائيليين في الأنصارية.

الامين العام لحزب الله اكد تماسك المعارضة في لبنان وخوضها المعركة الانتخابية موحدة مشدداً على الالتزام القاطع والحاسم لحزب الله مع حلفائه بمعزل عن المصالحات الجارية. واكد سماحته على تأييد تواصل مساعي المصالحة والتهدئة في لبنان وكل اشكال المصارحة والعتاب الداخلي ولو كان مؤلماً، كما ايد سماحته مد الايدي حتى ولو كان كل على رأيه، مشيراً الى ان التهدئة هي لمصلحة الجميع وانها مصلحة وطنية. واعتبر ان التهدئة ليست قراراً يمن به فريق على فريق. واوضح السيد نصرالله ان من اهم شروط نجاح التهدئة هو وقف التحريض والتحريض المقابل، وان التهدئة تساعد على اجراء الانتخابات في موعدها مشيراً الى انه من مصلحة الجميع الذهاب الى انتخابات صحيحة في موعدها.

واكد الامين العام لحزب الله اصرار الحزب على جعل سن الاقتراع في الانتخابات النيابية اللبنانية القادمة 18 سنة مؤكداً مواصلة العمل لتعديل الدستور تحقيقاً لذلك.

وحول الشبكات الاسرائيلية التي تكتشف في لبنان دعا الامين العام لحزب الله الى تقديم كل الدعم والمساعدة للاجهزة الامنية اللبنانية ولمخابرات الجيش في الكشف عن شبكات التجسس.

وعن الاستراتيجية الدفاعية التي شدد السيد نصرالله على الاصرار في بحثها على طاولة الحوار لفت من يعنيه الامر الى ان هناك توافقاً على مركزية دور الجيش اللبناني في الدفاع عن الوطن، وان اي جيش ليقوم بهذه المهمة يجب ان يمتلك نظام دفاع جوي واسلحة مضادة للدروع والا تحول الى قوى امن داخلي بثياب عسكرية.

الامين العام لحزب الله وفي موضوع مسألة حوار الأديان دعا الدول العربية والاسلامية لمنع

القتلة الصهاينة مرتكبي جرائم الحرب من حضور المؤتمر، مذكراً بتوصيف الدول العربية لاسرائيل بانها دولة مجرمة عنصرية وارهابية والحركة الصهيونية انها حركة عنصرية.

وحول الانتخابات الاميركي اكد الامين العام لحزب الله ان نتيجة التصويت هي اعتراف من الشعب الاميركي بفشل سياسات بوش الخارجية والداخلية التي لم تجر الا الفشل على الصعيد الداخلي والخارجي، معتبراً ان الفضل في هزيمة المشروع الاميركي هو لشعوب المنطقة ومقاوماتها . واوضح السيد نصر الله انه في الوقت الذي لا يستطيع الإنسان العادي إلا ان يكون سعيداً بسقوط الجمهوريين لأنه يرى بذلك سقوط بوش، دعا لعدم الذهاب بعيداً في التعويل على التغيير والادارة الجديدة بل التريث والإنتظار.

وقال السيد نصرالله في هذا الاطار: "في يوم الشهيد يعلمنا الشهداء، يا شعوبنا الذين يشاهدون التغييرات لا تراهنوا عليها، لن تجديكم نفعاً إذا انتم ضعفاء، رسالة الشهداء ضمانة كرامتنا وبقاء وطننا، ضمانة شرفنا وعزتنا، هو في هذا الدم الذي يجري في عروقنا، الدماء التي تجري في عروقنا هي التي تجعل جبيننا جديراً بأن يكون شامخاً".

وختم سماحته بالقول: "عهدي وعهدكم اليوم وعهد كل شعبنا الابي، قسما بأحبتنا الذين سقطوا سنواصل دربكم وسنبقى أوفياء لدمائكم وبدمائكم التي سقطت لن يكون حليف لبنان الا النصر والنصر والنصر بإذن الله.

الاثنين، نوفمبر 10، 2008

كيف نتعامل مع المخالفين ؟


لأنّ الأخلاق الحسنة تشكّل عمق الدين، والتعاليم الإسلامية تحث المسلم نحو حسن الخلق ليس مع إخوانه المسلمين فحسب ؛ بل حتّى مع المخالفين له في المنهج والاعتقاد، يقول الله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة:(8).

ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ألا ومن ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً على غير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة).

وجاء في عهد الإمام علي (عليه السلام): (وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبّة لهم، واللطف عليهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان: إمّا أخ لك في الدين، وإمّا نظير لك في الخلق).

ويقول (عليه السلام): (يا مالك، الناس ينقسمون إلى قسمين:

القسم الأوّل: وهم الذين يتّفقون معك في الفكر والعقيدة، وعليك أن تحترمهم وتقدرّهم لوحدة الفكر والهدف. القسم الثاني: وهم الذين يختلفون معك في العقيدة، وعليك أن تحترمهم وأن لا تعتدي عليهم، لأنّهم بشر يملكون مشاعر وأحاسيس، فهم وإن اختلفوا معك في الاعتقاد إلاّ أنّ هذا الاختلاف يجب أن لا يكون مسوقاً لسوء الخلق).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) لشيعته: (ردّوا الأمانة إلى أهلها وإن كانوا مجوساً).

وقال له أحد أصحابه وأتباعه: وقع لي مال عند يهودي فكابرني عليه وحلف، ثمّ وقع له عندي مال فهل آخذه عوضاً وأجحده وأحلف عليه كما صنع ؟ فقال الإمام (عليه السلام): (إذا خانك فلا تخنه، ولا تدخل فيما عبته عليه).

وقد سجّل لنا التاريخ وقائع كثيرة تتجلّى لنا من خلالها رحابة الإسلام في تعاليمه الخلقية، فهذه أخلاق أهل البيت (عليهم السلام) شاهدةً بعد أن جسّدت لنا معنى أن يحافظ الإنسان على قيمه وأخلاقه حتّى مع المخالف في المذهب والدين.

فقد شكا يهودي علي بن أبي طالب (عليه السلام) للخليفة عمر، فقال عمر لعلي (عليه السلام): قم يا أبا الحسن واجلس بجنب خصمك اليهودي، ففعل الإمام علي (عليه السلام) وعلى وجهه علامة التأثّر، فلمّا فصل عمر قال للإمام علي (عليه السلام): أكرهت أن تساوي خصمك ؟

قال: (لا، ولكن تألّمت لأنّك ناديتني بالكنية، فلم تساوي بيننا، فخشيت أن يظنّ اليهودي أنّ العدل ضاع بين المسلمين).

وعن الإمام الباقر عن أبيه (عليهما السلام): (إنّ علياً (عليه السلام) صاحب ذمّياً، فقال الذمّي أين تريد يا عبد الله ؟ قال: أريد الكوفة، فلمّا عدل الطريق بالذمّي عدل معه علي (عليه السلام)، فقال له الذمّي: أليس زعمت تريد الكوفة ؟ قال (عليه السلام): بلى،فقال الذمّي: فقد تركت الطريق، فقال (عليه السلام): علمت. فقال له: فلم عدلت معي وقد علمت ذلك ؟ فقال (عليه السلام): هذا من تمام حسن الصحبة، أن يشيع الرجل صاحبه هنيهة إذا فارقه، بكذا أمرنا نبينا (صلى الله عليه وآله)، فقال له: بهذا ؟ فقال: نعم. فقال الذمّي: لا جرم إنّما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة، وأنا أشهد أنّي على دينك، فرجع الذمّي مع علي (عليه السلام) وأسلم).

الأربعاء، نوفمبر 05، 2008

عقوبات شرعيّـة

عقوبات شرعيّـة

بتَرَ الوالـي لساني
عندما غنّيتُ شِعْـري
دونَ أنْ أطلُبَ ترخيصاً بترديد الأغاني
* * *
بَتَرَ الوالي يَـدي لمّـا رآني
في كتاباتيَ أرسلتُ أغانيَّ
إلى كُـلِّ مكـانِ
* * *
وَضَـعَ الوالـي على رِجلَيَّ قيداً
إذْ رآني
بينَ كلِّ الناسِ أمشي
دونَ كفّـي ولسانـي
صامتـاً أشكـو هَوانـي .
* * *
أَمَـرَ الوالي بإعدامـي
لأنّـي لم أُصَـفّقْ
- عندما مَرَّ -
ولَـم أهتِفْ ..
ولَـمْ أبرَحْ مكانـي !

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

لافتة

للإستاذ الشاعر الأديب أحمد مطر

الأحد، نوفمبر 02، 2008

منسيون لن ننساهم نحن أيضاً


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن عدوهم





في إطار حملة التضامن مع الأضراب في السعودية للأفراج عن المسجونين السعوديين اللي بقالهم سنين في السجون بدون محاكمة فاليوم لازم نتذكر هؤلاء الأخوه المنسيون وهذا في إطار هذة الحملة التي نسأل الله لها التوفيق على خير بالإفراج عن هؤلاء المظلومين المنسيون
فأنا سأقدم لكم هذا الموقع اللي ممكن يكون دليللاً جديداً للجميع للتعرف على هؤلاء الأخوه المنسيون بالسجون
ونسأل الله العلي القدير أن يفك قيد كل المعتتقلين والأسرى بالسجون
آمين يارب العالمين

أسم الموقع منسيون

السبت، نوفمبر 01، 2008

تضامن مع الاضراب للافراج عن السجناء السعوديين

التدوينة دي بالكامل من عند مدونة أستاذتنا نوارة

((جبهة التهييس الشعبية))

...



انا اتضامن مع الاضراب في السعودية للافراج عن المسجونين السعوديين اللي بقالهم سنين في السجون بدون محاكمة

تفاصيل الاضراب على الفيس بوك
وانا عرفت اخبار الاضراب من مدونة تميم
وقبل ما نغمة الندالة اللي بقت ثقافة عامة عندنا تشتغل
اولا: المدونين العرب بشكل عام، والمدونين السعوديين بالذات بشكل خاص تضامنوا معانا في اضراب 6 ابريل واضراب 4 مايو اللي حتى المصريين ما تضامنوش معانا فيه
ثانيا: فكرة الاضراب اصلا احنا اللي ابتديناها مش معقولة نعيش عمرنا كله نطرطش وندبس الناس في افكار ونخلع منهم يعني ياريت الاخلاق دي تتغير شوية
ودي تفاصيل الاضراب اللي نقلتها من الفيس بوك لاني مش ح اقدر انضم لاي مجموعة لان الاكاونت بتاعي مهجور:


بسم الله الرحمن الرحيم

لما استنفذت فرق الدفاع عن سجناء تيار العدل و الشورى و حقوق الإنسان (الإصلاح الدستوري و المجتمع المدني) وسعها في حصولهم على مطالبهم الأساسية التي كفلها نظام الإجراءات الجزائية ؛ قرروا الدخول في إضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة يومي الخميس و الجمعة 8 و 9 /ذو القعدة / 1429 (الموافق 6 و7/نوفمبر/2008) و ذلك احتجاجاً على انتهاك حقوق المعتقلين وعموم السجناء في المملكة العربية السعودية، الذين حرموا من ما أوجبه نظام الإجراءات الجزائية، وهو:
1- أن تكون هيئة التحقيق و الادعاء العام هي المشرفة على التحقيق.
2- الحق في توكيل محامي يحضر مرحلتي التحقيق و المحاكمة.
3- المعاملة بما يحفظ كرامة السجين و عدم ايذائه نفسياً أو جسدياً، وعدم ممارسة أي نوع من أنواع التعذيب ضده.
4- إبلاغ المتهم بسبب القبض عليه و التهمه الموجهة له رسمياً.
5- أن لا يتجاوز الحبس الانفرادي شهرين.
6- أن لا يتجاوز الحبس الاحتياطي الستة أشهر.
7- أن يحول المتهم إلى محاكمة عادلة و علنية أو يطلق سراحه بعد انتهاء فترة الحبس الاحتياطي.
8- حق السجين في الزيارة سواء من الأهل أو المحامي أو الأصدقاء.

و السجناء من تيار العدل و الشورى و حقوق الإنسان (الإصلاح الدستوري و المجتمع المدني)، الذين نعلن إضرابنا عن الطعام تضامناً معهم:-
1- البروفيسور متروك الفالح/ أستاذ جامعي، من دعاة العدل و الشورى و حقوق الإنسان, أعتقل في 19/5/2008
2- المحامي سليمان بن إبراهيم الرشودي/ قاضي سابق، من دعاة العدل والشورى وحقوق الإنسان, أعتقل في 14/1/1428هـ، الموافق 2/2/2007م
3- المحامي الدكتور موسى بن محمد القرني/ أستاذ جامعي سابق لأصول الفقه، من دعاة العدل والشورى وحقوق الإنسان, أعتقل في 14/1/1428هـ، الموافق 2/2/2007م
4- البروفيسور عبدالرحمن بن عبدالله الشميري/ أستاذ جامعي سابق للتربية الاسلامية، من دعاة العدل والشورى وحقوق والإنسان, أعتقل في 14/1/1428هـ، الموافق 2/2/2007م
5- الدكتور عبدالعزيز سليمان الخريجي/ من دعاة العدل و الشورى و حقوق الإنسان, أعتقل في 14/1/1428هـ، الموافق 2/2/2007م
6- سيف الدين بن فيصل الشريف/ من دعاة العدل و الشورى و حقوق الإنسان, أعتقل في 14/1/1428هـ، الموافق 2/2/2007م
7- فهد الصخري القرشي/ من دعاة العدل و الشورى و حقوق الإنسان, أعتقل في 14/1/1428هـ، الموافق 2/2/2007م
8- عبدالرحمن بن صديق/ من دعاة العدل و الشورى و حقوق الإنسان, أعتقل في 14/1/1428هـ، الموافق 2/2/2007م
9- الدكتور سعود بن محمد الهاشمي/ من دعاة العدل و الشورى و حقوق الإنسان, أعتقل في 14/1/1428هـ، الموافق 2/2/2007م
10- علي بن خصيفان القرني / من دعاة العدل و الشورى و حقوق الإنسان.
11- منصور بن سالم العوذه/ من دعاة العدل و الشورى و حقوق الإنسان, أعتقل 2/12/2007 م الموافق 23/11/1428 هـ
وغيرهم من سجناء الرأي الآخرين الذين يعانون من انتهاك حقوقهم في السجون السعودية دون الحصول على فرصة في الدفاع عن أنفسهم من خلال تطبيق نظام الإجراءات الجزائية والحصول على محاكمة عادلة ونزيهة.

وحيث أن الإضراب لمصلحة مشروعة جائز في الشريعة الإسلامية، وبما هو تعبير سلمي راقٍ، والأدلة عليه متوافرة، من ذلك إقرار النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة أبي لبابة الأنصاري رضي الله عنه الذي امتنع عن الطعام والشراب لتحقيق مقصود شرعي، وهو براءته، حتى نزلت الآية بتوبته، ثم فك النبي قيده، (رواه أبو داود في سننه، وابن جرير وابن كثير في تفسيرهما).
و قد استجاب بعض الحقوقيين والناشطين (الذين سوف يتم الإعلان عن أسمائهم في وقت لاحق) للدخول في هذا الإضراب.
كما أن باب المشاركة فيه مُشْرَع لكل ذوي الضمير الحي من الناشطين والمواطنين على حد سواء، تضامناً مع كافة المعتقلين المنتهكة حقوقهم في السجون السعودية، وعلى الراغبين في الانضمام للمضربين الاتصال بفرق الدفاع المبينة أرقام هواتفهم أدناه.

والله و لي التوفيق

المضربون عن الطعام من فرق الدفاع الموقعون على البيان التضامني مع السجناء:
1- أيمن محمد الراشد/ من دعاة العدل والشورى وحقوق الإنسان.
0505288354
2- سعود أحمد الدغيثر/ من دعاة العدل والشورى وحقوق الإنسان.
0559201964
3- أ.د.عبدالكريم يوسف الخضر/ أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة في جامعة القصيم.
0503331113
4- د.عبدالرحمن حامد الحامد/ أستاذ الاقتصاد الإسلامي.
0503774446
5- عبد الله محمد الزهراني/ من دعاة العدل والشورى وحقوق الإنسان.
6- عبد المحسن بن علي العياشي/ من دعاة العدل والشورى وحقوق الإنسان.
0553644636
7- فهد عبدالعزيز العريني/ من دعاة العدل و الشورى و حقوق الإنسان.
0502566678 email:fahadalorani@gmail.com
8- فوزان محسن الحربي/ من دعاة العدل و الشورى و حقوق الإنسان.
0501916774 email: fowzanm@gmail.com
9- د. محمد فهد القحطاني/ أستاذ جامعي و إعلامي.
0555464345 email: moh.alqahtani@gmail.com
10- مهنا بن محمد الفالح.
0505388205
11- ناصر بن سالم العوذة.
12- هاشم عبد الله الرفاعي/ كاتب من دعاة العدل والشورى وحقوق الإنسان.
13- وليد سامي أبو الخير/ كاتب وباحث وقانوني من دعاة العدل والشورى وحقوق الإنسان.
0567761788 email: abualkair@gmail.com

فاكس 014272168

أسماء الدفعه الاولى من المستجيبين لنداء الإضراب عن الطعام احتجاجا على إنتهاك حقوق سجناء الرأي
1. إبراهيم مقيطيب المقيطيب جمعية حقوق الإنسان أولا – السعوديه
2. إيمان عبدالرحمن الشميري إبنة سجين الرأي الدكتور الشميري
3. ثامر عواض الطويرقي من دعاة العدل و الشورى و حقوق الانسان
4. حسين مهدي اليامي ناشط في حقوق الإنسان
5. حمد سالم آل سالم ناشط في حقوق الإنسان
6. ريم عبدالله القحطاني مدونه و معلمه و شاعره
7. سعيد هادي آل منصور ناشط في حقوق الإنسان
8. سليم معزي العوذه مهتم بالشأن العام
9. سميره بيطار ناشطه إجتماعيه
10. صالح ابراهيم الصويان ناشط في حقوق الإنسان
11. صالح علي عامر ناشط في حقوق الإنسان
12. صفاء عبدالرحمن الشميري إبنة سجين الرأي الدكتور الشميري
13. صلاح الدين عبدالرحمن الشميري إبن سجين الرأي الدكتور الشميري
14. أ.د عبدالله الحامد/ أبو بلال أستاذ جامعي سابق في جامعة الإمام
15. عبدالرحمن علي حركاتي من دعاة العدل و الشورى و حقوق الإنسان و مدون
16. عصام أحمد مدير إعلامي و باحث في مقارنة الأديان
17. علي محمد اليامي ناشط في حقوق الإنسان
18. عمر عبدالرحمن الشميري إبن سجين الرأي الدكتور الشميري
19. محمد حديجان الحربي ناشط من دعاة العدل و الشورى و حقوق الإنسان
20. محمد عبدالله الدريبي مهتم في الشأن العام
21. مسفر صالح الوادعي كاتب من دعاة العدل و الشورى و حقوق الانسان
22. مها عبدالرحمن القحطاني ناشطة في حقوق الإنسان
23. لينا عبدالرحمن الشميري إبنة سجين الرأي الدكتور الشميري, طالبه جامعيه
24. نجلاء عبدالرحمن الشميري إبنة سجين الرأي الدكتور الشميري
25. نورة علي الرويتع طالبه جامعيه
26. د. وجنات عبدالرحيم الميمني أستاذة أصول فقه و زوجة سجين الرأي د. الشميري

نص رسـالة الذهبي إلى ابن تيمية

إباء

فؤاد عباس

تكـّفـرُ الفرقة الوهابية التي أقدمت على هدم البقيع الغرقد مرتين المسلمين قاطبة ، و تزعمُ إنتسابها الى مدرسة ابن تيمية الذي خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة ، بعضها في الأصول وبعضها في الفروع ، وتوسع في مسائل التكفير والتفسيق والتبديع الى حد كبير وذلك في الوقت الذي كانت الأخطار تتهدد الأمة من كل صوب وحدب ، فكفر أفكار وطوائف وعلماء ومذاهب متسبباً في تمزيق الأمة فتصدى لنصحه اوالرد عليه او تكفيره جمع كبير من العلماء من مختلف المذاهب والفرق والأفكار ، ومنهم وللمثال لا الحصر :

الحافظ العلائي ، الحافظ ولي الدين العراقي ، الحافظ تقي الدين السبكي ، ابن حجر ، السبكي ، والذهبي ، و... الخ ، وألفت الكتب في الرد عليه من العامة والخاصة في زمانه وبعد زمانه ، حتى أفرد أبو محمد صدر الدين العاملي كتابا في ذلك ذكر فيه شهادة علماء الإسلام من الفريقين .

من كبار معاصريه الذين ردوا على ابن تيمية هو الذهبي ، وذلك في موارد عديدة منها في رسالة مستقلة وجهها اليه ، وقبل إيراد الرسالة نتعرض الى الفقرات التالية :

- منْ هو ابن تيمية ؟

- مجيئه الى دمشق

- بدايات ابن تيمية

- منْ هو الذهبي ؟

- توثيق الرسالة

- نص الرسالة

- منْ هو ابن تيمية ؟

هو أحمد بن الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر ابن تيمية ، ولد سنة 661 هـ‍ لأبوين كرديين في حران على الحدود التركية السورية والتي يسكنها العرب والاكراد و توفي سنة 728 هـ‍ في دمشق بعد أن عاشَ 67 سنة ، ولم يتزوج ، وترك كتباً في العقائد والفقه وغيرهما ، وتزعم الفرقة الوهابية التي قامت بتجديد بعض عقائده وأفكاره الإنتساب إليه ( 1 ) .

2- مجيئه الى دمشق

أتى به طفلا والده الشيخ عبد الحليم مع ذويه من حران إلى الشام هرباً من المغول ، وكان أبوه من الحنابلة فأكرمه علماء الشام ، ورجال الحكومة حتى ولوه عدة وظائف علمية مساعدة له ، وبعد أن مات عبد الحليم ولوا ابنه المعروف بابن تيمية وظائف والده ، بل حضروا درسه تشجيعاً له على المضي في وظائف والده ، وأثنوا عليه خيراً كما هو شأنهم مع كل ناشئ حقيق بالرعاية . وعطفهم هذا كان ناشئاً من مهاجرة ذويه من وجه المغول يصحبهم أحد بني العباس - وهو الذي تولى الخلافة بمصرالقاهرة فيما بعد - ومن وفاة والده بدون مال ولا تراث بحيث لو عين الآخرون في وظائفه للقي عياله البؤس والشقاء ، و كان في جملة المثنين عليه : التاج الفزاري المعروف بالفركاح ، وابنه البرهان ، والجلال القزيني ، والكمال الزملكاني ، ومحمد بن الجريري الأنصاري ، والعلا القونوي وغيرهم ، لكن ثناء هؤلاء غرَّ ابن تيمية - ولم ينتبه إلى الباعث على ثنائهم - فبعد أن جلس على كرسي الفتوى وعمره يناهز العشرين بدأ يذيع بدعاً بين حين وآخر ، وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل باعتبار أن تلك الكلمات ربما تكون فلتات لا ينطوي هو عليها ، لكن خابَ ظنهم ، وعلموا أنه فاتن بالمعنى الصحيح ، فتخلوا عنه واحدا إثر واحد على توالي فتنه .

والذهبي كان من متابعيه إلا في مسائل ، لكنه لما وجد أن فتنه تأخذ كل مآخذ ، ولم يبق معه سوى مقلدة الحشوية والمنخدعين به ، وهم شباب بدأ يسعى في تهدئة الفتنة ، مرة يكتب إلى أضداده لأجل أن يخففوا لهجتهم معه كما فعل مع السبكي الكبير المتوفى سنة 756 هـ صاحب كتاب : السيف الصقيل رد ابن زفيل على رواية ابن رجب ، و مرة يكتب إلى ابن تيمية نفسه كما في الرسالة التي سنوردها نصاً ( 2 ).

3- بدايات ابن تيمية

في البداية كان ابن تيمية مستتراً بتبعية الكتاب والسنة ، مظهراً أنه داع إلى الحق هاد إلى الجنة ، فخرج عن الاتباع المشروع إلى الابتداع المحظور ، و خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة ، بعضها في الأصول وبعضها في الفروع ، وتوسع في مسائل التكفير والتفسيق والتبديع الى حد كبير حيث كفر الكثيرين في الوقت الذي كانت الأخطار تتهدد الأمة من كل صوب وحدب ، فكفر أفكار وطوائف وعلماء ومذاهب فتسبب في تمزيق الأمة الى حد كبير فتصدى لنصحه اوالرد عليه او تكفيره جمع كبير من العلماء من مختلف المذاهب والفرق والأفكار ، ومنهم وللمثال لا الحصر :

الحافظ العلائي ، الحافظ ولي الدين العراقي ( 3 ) ، الحافظ تقي الدين السبكي ( 4 ) ، وابن حجر ( 5 ) والسبكي الذي قال في ابن تيمية :

ثم جاء في أواخر المائة السابعة رجل له فضل ذكاء واطلاع ولم يجد شيخاً يهديه وهو على مذهبهم وهو جسور متجرد لتقرير مذهبه ويجد أمورا بعيدة فبجسارته يلتزمها فقال بقيام الحوادث بذات الرب سبحانه وتعالى ، وأن الله سبحانه ما زال فاعلا ، وأن التسلسل ليس بمحال فيما مضى كما هو فيما سيأتي وشق العصا ، وشوش عقائد المسلمين ، وأغرى بينهم ، ولم يقتصر ضرره على العقائد في علم الكلام حتى تعدى وقال :

إن السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم معصية ( 6 ) .

والصفدي الشافعي المتوفى سنة 764 الذي قال في ابن تيمية :

( انفرد - أي ابن تيمية - بمسائل غريبة ، ورجّح فيها أقوالاً ضعيفة ، عند الجمهور معيبة ... وما دمر عليه شىء كمسئلة الزيارة ) ( 7 )

اما الذهبيّ وهو من معاصري ابن تيمية فكان ممن مدحه في أول الأمر ثم لما انكشف له حاله قال الذهبي في رسالته بيان زغل العلم والطلب ما نصه :

(وقد تعبت في وزنه وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة ، فما وجدت أخّره بين أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا الكبرُ والعجب وفرط الغرام في رئاسة المشيخة ، والازدراء بالكبار، فانظر كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور).

وقال السقاف محقق كتاب دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي ( 8 ) ومما يجدر التنبيه إليه أو عليه هنا أن الذهبي لما صنف كتاب " العلو " كان في أول الطلب وريعان الشباب وكان قد تأثر بالشيخ الحراني ! ! ابن تيمية وفتن به ! !

ولم يكن بعد متمكنا في علم الحديث لأنه ينسب فيه أحاديث لكتب مثل الصحيحين وهي غير موجودة فيها ثم لما مرت عليه السنون أدرك خطر الشيخ الحراني ، فانتقده كما في عدة من مؤلفاته منها : رسالته " زغل العلم " ومنها كتابه " سير أعلام النبلاء " ومنها الرسالة المشهورة الثابتة في نصيحته لابن تيمية المسماة : " بالنصيحة الذهبية " ، ورجع عما كان يعتقده سابقا فتجده في " سير أعلام النبلاء " يفوض أحيانا ، ويؤول أحيانا أخرى ، ويقول : إن الدعاء يستجاب عند قبور الصالحين في عدة مواضع منها عند ترجمة السيدة نفيسة رحمها الله تعالى وينزه الله عن الحد في ترجمة " ابن حبان " ويزيد على ما قاله في " الميزان " من أن نفي الحد وإثباته من فضول الكلام فيقول متراجعا زائدا : " وتعالى الله أن يحد أو يوصف إلا بما وصف به نفسه أو علمه رسله بالمعنى الذي أراد بلا مثل ولا كيف ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) " ( 9 )

ويضيف السقاف :

فرجوع الذهبي عن عقيدة الشيخ الحراني المخالفة لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة وتركه لترهات الحراني وتعدل مزاجه وطبعه وعلو منزلته هو الواقع وهو الذي ندعيه ونستطيع أن نبرهن عليه ، فالحمد لله الذي منَّ على الحافظ الذهبي بذلك ، فنحن لا نرضى كل ما يقول لأنه قال سابقاً ما رجع عنه لاحقاً ونورد كلامه وأقواله في " سير أعلام النبلاء " لأنها آخر كلامه واختياره الأخير ورجوعه للحق ، وخصوصا بعد تأملي في " سير أعلام النبلاء " ومطالعتي له كاملا ، ولا سيما أن الجزء الأخير منه الذي لم يطبع ويقال إنه مفقود فيه ذم الشيخ الحراني كما نتوقع وكما يفيده كلام ابن الوزير المنحرف المجسم الذي ينقل عنه ، فتدبروا ذلك وتأملوا فهذا الذي نعتقده هنا ( 10 ).

4- من هو الذهبي ؟

هو شمس الدين (673 – 748 ) هـ ، أبو عبد الله ، محمد بن أحمد ابن عثمان بن قايماز بن عبد الله الذهبي التركماني الفارقي ثم الدمشقي، الشافعي، المقرئ. فهو من أسرة تركمانية الأصل ، سكنت مدينة ديار بكر. وكان مولده في مدينة دمشق .

عاصر الذهبي كل من :

أحمد بن عبد الحليم بن تيمية ( 661 - 728 ) هـ

جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن المزي ( 654 - 742 ) هـ

علي الدين القاسم بن محمد البرزالي ( 665 - 739 ) هـ

وكانت للذهبي مع هؤلاء صحبة وملازمة ، وكان الذهبي أصغر الجميع سناً ، وكان أبو الحجاج المزي أكبرهم ، وكان بعضهم يقرأ على بعض ، فهم شيوخ وأقران في الوقت ذاته ، وقال السيوطي في مدح الذهبي :

« إن المحدثين الآن عيال في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة : المزي، والذهبي، والعراقي، وابن حجر ».

ومدح الذهبي ابن كثير في البداية والنهاية , وابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات ، وابن السبكي في طبقات الشافعية ، و الشوكاني في البدر الطالع ، وابن حجر في الدرر الكامنة ، والبدر النابلسي ، والسيوطي في ذيل تذكرة الحفاظ ، وأبو المحاسن الحسيني ، وترجم له :

- ابن حجر في الدرر الكامنة - 3 - 336

- ابن كثير في البداية والنهاية - 14 - 225

- ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات - 2 - 370

- ابن العماد في شذرات الذهب - 6 - 153

- ابن السبكي في طبقات الشافعية - 5 - 216

- ابن تغرى بردى في النجوم الزاهرة - 10 - 182

- صديق خان في التاج المكلل - 411

- السيوطي في : ذيل تذكرة الحفاظ - 347 ، وفي طبقات الحفاظ - 517

- الحسيني في ذيل تذكرة الحفاظ - 34

- عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين - 8 - 289( 11 ).

وفي توسع ابن تـيمية في التكفير يقول الدكتور عـبدالحكيم الفيتوري تحت عنوان : ( ابن تـيمية وقضايا الـتـكفير ) ( 12 ) :

(( طبعاً التكفير مقدمة والقتل نتيجة حتمية ، فابن تيمية يرى قتل المخالف المقدور عليه من الشيعة أو الحرورية أو الجهمية ونحوها ، فيقول : فأما قتل الواحد المقدور عليه من الخوارج ، كالحرورية والرافضة ونحوهم ، فهذا فيه قولان للفقهاء هما روايتان عن الإمام أحمد ، والصحيح : أنه يجوز قتل الواحد منهم ، كالداعية إلى مذهبه ، ونحو ذلك ممن فيه فساد( 13 ) وهكذا بالنسبة لإستباحة عرض المخالف ، يقول ابن قدامة قد ثبت عندي أن الآمدي تارك للصلاة . ونقل ابن تيمية : وقد أمرَ الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح بانتزاع مدرسة معروفة من أبي الحسن الآمدي وقال : أخذُها منه ، أفضل من أخذ عكا. أي من الإفرنج أيام احتلالهم لبعض بلاد الشام ومصر في المئة السادسة ).!! ( 14 )

5- توثيق الرسالة :

مما قيل في صحة نسبة هذه الرسالة الى الذهبي :

إن هذه الرسالة ثابتة عن الذهبي الذي كان تلميذاً لابن تيمية ، ولا عبرة بقول من أنكر ثبوتها بحجة أنها مناقضة لعبارات أخرى وردت في كتب الذهبي في ترجمة ابن تيمية وفيها الثناء الكبير عليه ، وبحجة أن النسخة الخطية من هذه الرسالة بخط ابن قاضي شهبة وهو خصم مُلِدٌّ لابن تيمية وشهادة الخصم على خصمه مردودة شرعًا، وأن الحافظ السخاوي شافعي المذهب وله كلام بخس في حق ابن تيمية.

نقول: لا مانع أن يثنى على شخص معين في بادىء الأمر اعتمادا على تحسين الظن ثم بعدما يتبين له حاله يقدحه ويذمه ، وهذا أمر مشاهد ومعروف ، ومن أراد فليراجع كتب التواريخ والطبقات.

ومما يؤكد لنا من أن الذهبي أثنى عليه أول الأمر ثم لما انكشف له حاله أرسل له هذه الرسالة على وجه النصيحة كلام الذهبي نفسه في رسالته "بيان زغل العلم والطلب" فقد قال ما نصه : "فوالله ما رمقت عيني أوسع علمًا ولا أقوى ذكاء من رجل يقال له ابن تيمية مع الزهد في المأكل والملبس والنساء ، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن ، وقد تعبت في وزنه وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة ، فما وجدت أَخَّرَهُ بين أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفَّروه إلا الكبر والعجب وفرط الغرام في رياسة المشيخة والازدراء بالكبار ، فانظر كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور ، نسأل الله المسامحة ، فقد قام عليه أناس ليسوا بأورع منه ولا أعلم منه ولا أزهد منه، بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وءاثام أصدقائهم ، وما سلَّطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه ، وما دفع الله عنه وعن أتباعه أكثر ، وما جرى عليهم إلا بعض ما يستحقّون ، فلا تكن في ريب من ذلك". اهـ.

يقول الحافظ السخاوي في "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ" ما نصه : "وقد رأيت له (أي للذهبي) عقيدة مجيدة ورسالة كتبها لابن تيمية هي لدفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة" اهـ، ثم ساق ما قدمناه.

وقال الذهبي في موضع ءاخر من رسالته "بيان زغل العلم والطلب" ما نصّه: "فإن برعت في الأصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة واراء الأوائل ومحارات العقول، واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسُّنّة وأصول السلف، ولفقت بين العقل والنقل، فما أظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقاربها، وقد رأيتَ ما ءال أمره إليه من الحطّ عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحقّ وبباطل، فقد كان قبل أن يدخل في هذه الصناعة منوَّرًا مضيئًا على مُحَيَّاه سِيْمَا السلف ، ثم صار مظلما مكسوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس ، ودجّالاً أفّاكًا كافرًا عند أعدائه، ومبتدعًا فاضلاً محقّقًا بارعًا عند طوائف من عقلاء الفضلاء". اهـ.

فتبيّن أن الذهبي ذمّه لأنه خاض بالفلسفة والكلام المذموم أي كلام المبتدعة في العقيدة كالمعتزلة والمشبّهة ، وهذا القدح في ابن تيمية من الذهبي يضعف الثناء الذي أثنى عليه في تذكرة الحفّاظ بقوله: "ما رأت عيناي مثله وكأن السُّنّة نصب عينيه".

ومن جملة ما يقوله الذهبي في حق ابن تيمية ما نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنةعنه ونصه : "وأنا (أي الذهبي) لا أعتقد فيه عصمة بل أنا مخالف له في مسائل أصلية وفرعية" اهـ.

وكان في جملة المثنين عليه التاج الفزاري المعروف بالفركاح وابنه البرهان والجلال القزويني والكمال الزملكاني ومحمَّد بن الحريري الأنصاري والعلاء القونوي وغيرهم، لكن ثناء هؤلاء غرّ ابن تيمية ولم ينتبه إلى الباعث على ثنائهم، فبدأ يذيع بدعًا بين حين وءاخر، وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل باعتبار أن تلك الكلمات ربما تكون فلتات لا ينطوي هو عليها، لكن خاب ظنهم وعلموا أنه فاتن بالمعنى الصحيح، فتخلَّوا عنه واحدًا إثر واحد على توالي فتنه.

أما الادعاء الثاني وهو أن النسخة الخطية من هذه الرسالة بخط ابن قاضي شهبة وهو خصم مُلِدٌّ لابن تيمية فهو كلام مردود فإن ابن قاضي شهبة لم يفتر على ابن تيمية ولم يلفق له أقوالا إنما طعن فيه لما ثبت له من زيغه وفساد عقيدته ، ومن راجع كتب ابن تيمية وجد فيها ذلك .

ثم إن ابن قاضي شهبة لم ينفرد بالطعن بابن تيمية فقد سبقه العديد من العلماء والفقهاء والمحدثين والحفاظ من المذاهب الأربعة المعاصرين له وتبعهم على ذلك خلق كثير ، وأمره كما قال الحافظ الفقيه المجتهد تقي الدين السبكي : "وحبس بإجماع العلماء وولاة الأمور".

أما الادعاء الثالث وهو أن الحافظ السخاوي شافعي المذهب وله كلام بخس في حق ابن تيمية ، فلا يستغرب صدور مثل هذا الكلام الساقط ممن يدعو إلى نبذ المذاهب الأربعة، لكن من طمس الله عينيه بالتعصب الأعمى وأعمى قلبه بالجهل فلا هادي له.

إن هذه النسخة مصورة عن نسخة خطية محفوظة في دار الكتب المصرية ـ القاهرة ـ تحت رقم /18823 ب، وهي مكتوبة بخط الفقيه ابن قاضي شهبة، نقلًا عن خط قاضي القضاة برهان الدين المعروف بابن جماعة، عن خط الحافظ أبي سعيد العلائي المنسوخ عن خط الذهبي نفسه.

هو الفقيه المؤرخ أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر الأسدي الدمشقي الشافعي المعروف بابن قاضي شهبة، ولد بدمشق سنة 779هـ، وأخذ عن جماعة كالسراج البلقيني وابن حجى والغزي وغيرهم، وتصدَّى للإفتاء والتدريس، وحدَّث ببلده وبيت المقدس وسمع منه الفضلاء ، وناب في القضاء بدمشق ، توفي بها سنة 851هـ.

له من الآثار: طبقات الفقهاء الشافعية، ذيل على تاريخ الإسلام للذهبي ، تفسير القرءان الكريم ، طبقات النحاة واللغويين ، شرح منهاج الطالبين للنووي في فروع الفقه الشافعي ، وغيرها.

هو قاضي القضاة المفسر برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحيم بن محمد بن سعد الله بن جماعة، ولد بمصر سنة 725هـ، وسمع على أبيه وعمه ومن شيوخ مصر كيحيى بن المصري ويوسف الدلاصي والميدومي ومن في طبقتهم، ورحل إلى الشام فلازم المزي والذهبي وأكثر عنهما، وانتهت إليه رئاسة العلماء في زمانه، تولى القضاء بمصر ثم تولى قضاء الشام فباشره إلى أن مات سنة 790هـ. وترجمه الذهبي في المعجم المختص فقال فيه: "الفقيه المحدث المفيد أحد من طلب وعني بتحصيل الأجزاء وقرأ وتميَّز"، جمع تفسيرًا في نحو عشر مجلدات. هوالحافظ الفقيه الأصولي أبو سعيد صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي الدمشقي الشافعي، ولد بدمشق سنة 694هـ، أخذ عن خلق كثير بلغ عددهم بالسماع سبعمائة شيخ جمعهم في فهرس شيوخه، تولى تدريس الحديث بالمدرسة الناصرية ودار الحديث والمدرسة الأسدية وغيرها من المدارس في دمشق والقدس.

سمع الحديث بالشام ومصر والحجاز وأفتى وجمع وصنف، توفي بالقدس سنة 761هـ. له الكثير من المصنفات تزيد على الثلاثين في الحديث وغيره.

فيتبين بهذا صحة نسبة هذه الرسالة عن طريق العلماء الثقات للذهبي ( 15 ).

6- نص رسالة الذهبي الى ابن تيمية :

الحمد لله على ذلتي ، يا رب ارحمني وأقلني عثرتي . واحفظ علي إيماني . واحزناه على قلة حزني ، وا أسفاه على السنة وذهاب أهلها واشوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء .

واحزناه على فقد أناس كانوا مصابيح العلم وأهل التقوى وكنوز الخيرات . آه على وجود درهم حلال وأخ مؤنس ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس . وتبا لمن شغله عيوب الناس عن عيبه .

إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينك ! .

إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء وتتبع عورات الناس مع علمك بنهي الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تذكروا موتاكم إلا بخير ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ) بلى أعرف أنك تقول لي لتنصر نفسك :

إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شموا رائحة الإسلام ولا عرفوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وهو جهاد .

بلى والله عرفوا خيرا كثيرا مما إذا عمل به العبد فقد فاز وجهلوا شيئا كثيرا مما لا يعنيهم ، و من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

يا رجل بالله عليك كف عنا فإنك محجاج عليم اللسان لا تقر ولا تنام . إياكم والغلوطات في الدين كره نبيك صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال :

( إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان ) وكثرة الكلام بغير زلل تقسي القلوب إذا كان في الحلال والحرام ، فكيف إذا كان في عبارات اليونسية والفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمى القلوب .

والله قد صرنا ضحكة في الوجود فإلى كم تنبش دقائق الكفريات الفلسفية لنرد بعقولنا ، يا رجل قد بلعت ( سموم ) الفلاسفة وتصنيفاتهم مرات . وكثرة استعمال السموم يدمن عليه الجسم وتكمن والله في البدن واشوقاه إلى مجلس فيه تلاوة بتدبر وخشية بتذكر وصمت بتفكر .

وآها لمجلس يذكر فيه الأبرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة . بلى عند ذكر الصالحين يذكرون بالازدراء واللعنة . كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما بالله خلونا من ذكر بدعة الخميس وأكل .

الحبوب وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها من أساس الضلال قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار ، ومن لم يكفر فهو أكثر من فرعون وتعد النصارى مثلنا ، والله في القلوب شكرك إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد .

يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال لا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليا شهوانيا لكنه ينفعك ويجاهد عندك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل أو عامي كذاب بليد الذهن أو غريب واجم قوي المكر أو ناشف صالح عديم الفهم ، فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل ، يا مسلم أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك .

إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار .

إلى كم تصادقها وتزدري الأبرار .

إلى كم تعظمها وتصغر العباد . إلى متى تخاللها وتمقت الزهاد .

إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح - والله - بها أحاديث الصحيحين .

يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والاهدار أو بالتأويل والإنكار ، أما آن لك أن ترعوى ؟

أما حان لك أن تتوب وتنيب ؟

أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل .

بلى - والله - ما أذكر أنك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت فما أظنك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات وتقطع لي أذناب الكلام ولا تزال تنتصر حتى أقول : وألبتة سكت .

فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحب الواد فكيف حالك عند أعدائك .

وأعداؤك - والله - فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر .

قد رضيت منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سرا ( فرحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي ) فإني كثير العيوب غزير الذنوب .

الويل لي إن أنا لا أتوب ، ووافضيحتي من علام الغيوب ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين ( 16 ) وهنا انتهت صورة رسالة الذهبي إلى ابن تيمية وفيها عبر بالغة .

................................

المصادر :

( 1 ) : كتاب ابن تيمية في صورته الحقيقية - صائب عبد الحميد و ebarzan.com

( 2 ) : مقدمة كتاب : السيف الصقيل رد ابن زفيل- السبكي (756 هـ ) - هامش ص 211- 219 - مكتبة زهران - ومعه تكملة الرد على نونية ابن القيم بقلم : محمد زاهد بن الحسن الكوثري - تقديم : لجنة من علماء الأزهر.

( 3 ) : (جوابه عن سؤال الحافظ ابن فهد المسمى بالأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية مخطوط في المكتبة الظاهرية)

( 4 ) : (خطبة كتاب « الدرة المضيئة في الرد على ابن تيمية)

( 5 ) : (الدرر الكامنة ج1 ص 88 .)

( 6 ) : مقدمة السبكي في السيف الصقيل رد ابن زفيل - السبكي - ص 17- 18

( 7 ) : صلاح الدين الصفدي الشافعي المتوفى سنة 764 ه‍ في كتابه " أعيان العصر وأعوان النصر " - مخطوط في مكتبة عاطف أفندي باستانبول

( 8 ) : ص 60 – 61

( 9 ) : أنظر " سير أعلام النبلاء " ( 16 / 97 - 98 ).

( 10 ) : كتاب دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي - 597 - تحقيق وتقديم : حسن السقاف ط - 3- الثالثة -1413 - دار الإمام النووي - عمان - الأردن - ص 60 - 61

( 11 ) : ترجمة الذهبي هي من كتاب العرش للذهبي بدراسة و تحقيق الدكتور محمد بن خليفة التميمي ، طبعة الجامعة الإسلامية ، تقديم الشيخ صالح بن عبد الله العبود مدير الجامعة الإسلامية ، راجع : darwa.com و ahlussunah.org

( 12 ) : libya-watanona.com

( 13 ) : مجموع الفتاوى ( 28/499 )

( 14 ) : مجموع الفتاوى (18/52-53)

( 15 ) : taimiah.info

( 16 ) : السيف الصقيل رد ابن زفيل- السبكي (756 ) - مكتبة زهران - ومعه تكملة الرد على نونية ابن القيم بقلم : محمد زاهد بن الحسن الكوثري -تقديم : لجنة من علماء الأزهر- ص 211- 218

مـركـز السـِّراج المـُنـيـر للتراث

Alsseraj Almoner center For ancient

alsseraj@hotmail.com